في الدعاء وقول (والله أعلم)

وفي صفحة [35] ذكر أيهما أولى أن يدعو الإنسان لنفسه ثم للآخرين، أو يدعو للآخرين ثم يدعو لنفسه؟ كثير من الناس يدعو للآخرين ثم يدعو لنفسه، يقول المصنف: وكان بعضهم يؤخر ذكر نفسه في الدعاء عن الحاضرين تأدباً وتواضعاً -وهذا موجود حتى تجدون مثلاً في بعض الكتب كما في مقدمة ابن الصلاح يقول: اعلم أرشدك الله وإياي، فقدم الآخرين على نفسه في الدعاء.

وهذا من باب التأدب والتواضع كما ذكر المصنف لكن تعقب المصنف ذلك- فقال: لكن الدعاء لنفسه قربة، وبه إليه حاجة، والإيثار بالقرب وما يحتاج إليه شرعاً خلاف المشروع، ويؤيده قوله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم:6] وقال صلى الله عليه وسلم: {ابدأ بنفسك ثم بمن تعول} وهناك حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعاء بدأ بنفسه، فالأولى أن يبدأ الإنسان لنفسه فيقول: وفقني الله وإياك -مثلاً- وما أشبه هذا.

وفي صفحة [44] تعقب المصنف ما يقع من بعض الناس من كونهم يختمون الدرس بقولهم: (والله أعلم) فيقول: جرت العادة أن يقول المدرس عند ختم كل درسٍ (والله أعلم) وكذلك يكتب المفتي بعد كتابة الجواب، ولكن الأولى أن يقال قبل ذلك كلام يشعر بختم الدرس كقوله: وهذا آخره، ونحو ذلك ليكون قوله (والله أعلم) خالصاً لذكر الله تعالى، ولقصد معناه، كما يستفتح (بسم الله الرحمن الرحيم) فيكون ذاكراً لله في بداية الدرس وخاتمته، أي أنه لو قال: والله أعلم دون مقدمات قد يكون إشعاراً لأن الدرس انتهى، فيكون معنى (والله أعلم) انتهى الدرس، فلا تكون ذكراً في هذه السورة، لكن لو قال: (هذا ما تيسر والله أعلم) أو (هذا آخر ما أردت والله أعلم) وما أشبه ذلك صارت كلمة (والله أعلم) ذكراً خالصاً كما ذكر المصنف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015