فائدة حول العلم

ومن فوائد هذا الكتاب أن المعلق يقول في صفحة [69] كلمة عن محمد بن الحسن مشهورة عنه، ومحمد بن الحسن الشيباني هو أحد أصحاب أبي حنيفة يقول رحمه الله: لو كان الناس كلهم عبيدي، لأعتقتهم وتبرأت من ولائهم؟ لماذا يقول هذه الكلمة، وما معناها؟ يوضح معنى هذه الكلمة بقيتها يقول: من وجد لذة العلم والعمل؛ قلما يرغب فيما عند الناس، أي: من قلة اهتمام محمد بن الحسن بالناس رضوا أم سخطوا، نفعوا أم ضروا؛ أنهم لو كانوا عبيده لأعتقهم وتبرأ من ولائهم لا يريد أن ينتفع منهم؛ لأنه استغنى بعلمه وعمله وعبادته وما يجد فيها من اللذة.

وفي صفحة [67] ذكر المصنف قول بعضهم: العلم صلاة السر، وعبادة القلب، وقربة الباطن، وكما لا تصح الصلاة التي هي عبادة الجوارح الظاهرة إلا بطهارة الظاهر من الحدث والخبث، فكذلك لا يصح العلم الذي هو عبادة القلب إلا بطهارته، عن خبائث الصفات، ومساوئ الأخلاق ورديئها.

وفي صفحة [71] تكلم المؤلف رحمه الله نفسه عن مسألة التفرغ لطلب العلم، فقال نقلاً عن الخطيب البغدادي في كتاب الجامع في آداب الراوي وأخلاق السامع عن بعضهم قال: لا ينال هذا العلم إلا من عطل دكانه، وخرب بستانه، وهجر إخوانه، يقول المؤلف تعليقاً على هذه الكلمة لئلا يسمعها جاهل فيحملها على ظاهرها، قال: وهذا كله وإن كانت فيه مبالغة، فالمقصود به أنه لا بد فيه من جمع القلب، واجتماع الفكر على طلب العلم قال: ومما يقال عن الشافعي رحمه الله أنه قال: لو كلفت بشراء بصلة لما فهمت مسألة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015