صفات الجليس الصالح

في صفحة [84] ذكر المصنف -رحمه الله- صفات الجليس الذي ينبغي أن يختاره الإنسان قال: فليصحب صالحاً، ديناً، تقياً، ورعاً، ذكياً، كثير الخير، قليل الشر، حسن المداراة، قليل المماراة، ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم مدح أحدهم {أنه لا يداري ولا يماري} ما معنى قوله: لا يداري؟ المؤلف يقول: حسن المداراة، والرسول عليه الصلاة والسلام مدح هذا الشريك بأنه لا يداري ولا يماري، نعم، لا يداري من المدارأة وهي المدافعة، يعني ليس عنده مدافعة ومعاندة بخلاف المداراة: وهي أن يدرأ الإنسان ما قد يكون عند الآخر من شر بحسن خلقه وجميل معاملته، فهذا مطلوب.

إذاً يقول في صفات الجليس: حسن المداراة، قليل المماراة -يعني الجدل والخصومة بالباطل- إن نسي ذكَّره، وإن ذكر أعانه وإن احتاج واساه، وإن ضجر صبَّره.

ومما يروى عن علي رضي الله عنه: فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه فكم من جاهلٍ أردى حليماً حين واخاه يقاس المرء بالمرء إذا ما هو ما شاه وكأن المصنف -رحمه الله- يريد من الإنسان أن لا يختار له صاحباً حين اشترط هذه الشروط الكثيرة، ولكن الواقع أن الإنسان يختار له من الأصحاب بحسب حاله وزمانه، ولا يعدم أن يجد صاحباً موافقاً له مناسباً يعينه على الخير ويستعين به، ويتعاونان معاً على طاعة الله، وطلب العلم النافع، والقيام بواجبات الشريعة، ولعل ما بقي من فوائد هذا الكتاب يكون موضوعاً أخيراً للحلقة القادمة إن اتسع له الوقت، والله أعلم.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ونبيك ورسولك محمد وأصحابه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015