في صفحة [72] ذكر المؤلف -رحمه الله- توجيهات في بيان أفضل الأوقات للقراءة يقول: أجود الأوقات للحفظ الأسحار، وللبحث الأبكار، وللكتابة وسط النهار، وللمطالعة والمذاكرة الليل، وهذا يدل على أنهم كانوا يعتنون باختيار الأوقات المناسبة وتخصيص كل وقتٍ لعمل.
وفي صفحة [78] إشارة إلى مقدار النوم الذي يمكن أن يحتمله طالب العلم فإن المؤلف يقول: من آداب الطالب أن يقلل نومه ما لم يلحقه ضرر في بدنه وذهنه، ولا يزيد في نومه في اليوم والليلة عن ثمان ساعات، وهو ثلث الزمان فإن احتمل حاله أقل منها فعل وتحديد ثمان ساعات للنوم اتفق عليه الأطباء أو كادوا في كثير من الأزمنة، واشتهر عنهم حتى في هذا العصر أنهم يعتبرون أن ثمان ساعات هي الوقت المناسب للنوم، وإن كان هناك رأي لبعض الأطباء المتأخرين أن هذا يختلف بحسب جسم الإنسان وصحته، وبحسب الأوقات، فبعض الأجسام عندها قدرة على التحمل فقد يكفيها نوم ثلاث ساعات أو أربع ساعات، وبعض الأجسام قد لا يكفيها إلا تسع أو عشر ساعات وربما أكثر من ذلك، لكن يقال إن هذا في الأحوال المتوسطة أن الإنسان يكتفي بثمان ساعات.
وفي صفحة [79] ذكر المصنف آداباً وتعليمات قد تكون مستغربة على العلماء المتقدمين يقول: ولا بأس أن يريح -الطالب- نفسه وقلبه وذهنه وبصره إذا كلَّ شيئاً من ذلك أو ضعف بتنزه وتفرج في المستنزهات؛ بحيث يعود إلى حاله ولا يضيع عليه زمان، ولا بأس بمعاناة المشي ورياضة البدن به، فقد قيل إنه ينعش الحرارة ويذيب فضول الأخلاط وينشط البدن.
وذكر المعلق أن بعض أهل العلم كانوا يجمعون أصحابهم في الأماكن والمتنزهات ويتمازحون فيما بينهم حتى إن المصنف نفسه في صفحة [82] ذكر أن بعض أكابر العلماء كان يجمع أصحابه في بعض أماكن التنزه ويتمازحون بما لا ضرر عليهم به في دين ولا عرض، وهذا فيه دليل على أن تنشيط الطالب إذا تيسر سواء في حال المذاكرة أو المدارسة، أو في حال الدرس والسماع بما يزيل عنه السأم والملل؛ أنه أمرٌ مطلوب ومناسب، خاصةً إذا طال المجلس وثقل على الطالب.