إنه ليس يجدر بطالب العالم أن يكون في قلبه شيءٌ من الكبرياء والأنانية التي تجعله قد يتعاظم نفسه، ويغتر بما يعامله بعض الناس به، كأن يحتفوا به في السلام، ويهشوا ويبشوا، وقد يقبلون رأسه، ويخدمونه، وربما يكون ممن يقدمون له نعليه إذا أراد أن يلبسهما، إلى غير ذلك من الأشياء التي قد تستخف عقول بعض الضعفاء.
فالإنسان عليه أن لا يغفل عن معرفة حقيقة نفسه، فالناس ليسوا أدرى بك من نفسك، فعليك أولاً ألا تحرص على مثل هذه الأشياء، ولذلك تجد الإنسان تلقائياً -أحياناً- إذا وجد مثل هذه الأشياء صار عنده نوع من الازورار عن الناس، والإطراق، وربما يأتيه الشيطان من جهة إظهار مثل هذه الأشياء حتى يزداد إعجاب الناس به وتقديرهم له.