أما في هذه الليلة فقد أحببت أن يكون مسك الختام لآداب طالب العلم هو الإشارة إلى خصيصة مهمة وهي ما يتعلق بحسن معاشرة الناس وملاطفتهم، فإننا نعلم علماً يقيناً لا شك فيه أن من أهم المهمات التي بعث بها الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام -من أولهم إلى آخرهم- تحسين أخلاق الناس.
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: {إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق} هذاحديث ثابت، فحسن الخلق من الدين، وبه يبلغ العبد درجة الصائم القائم، ويعطي الله بحسن الخلق ما لا يعطي على غيره، كما ثبت ذلك في أحاديث عديدة عن أبي هريرة وغيره, ولو تأملنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا أنها التطبيق العملي لهذا الهدي العظيم، فكان صلى الله عليه وسلم حسن الخلق والمعاشرة متواضعاً مع الخاص والعام، والقريب والبعيد، ومع أهله، وفي السوق، والبيت والمسجد، وغيره.