ثانياً: من أهم الوسائل: تحقيق الشورى.
أن نحرص على تحقيق الشورى، والشورى لها أثر عظيم في إشعار الفرد بقيمته، وذلك لأنك إذا استشرت الإنسان جعلته أمام مشكلة يفكر فيها ويحس أنه طرف فيها، الشورى على كل مستوى، خذ مثلاً: أنت تريد أن تربي أولادك، استشرهم في أمورهم، إذا أردت أن تشتري له ثوباً أو حتى لعبة أو أي قضية؛ اجعل له رأياً في هذا الموضوع، عوده على أن يساهم في التفكير في هذه القضايا، وألا يتعود على أن هناك أشياءً تفرض عليه وتقدم له فقط، لابد أن ننفذ الشورى، كذلك الأستاذ مع طلابه، الداعية مع من يدعوهم إلى الله تعالى يربيهم على المنهج الصحيح يربيهم على الشورى، وأن يكون الأمر أمرنا جميعاً، هذا شأننا كلنا، حتى لو فرض وقوع خطأ فيما بعد نتحمله جميعاً، ولا نرجع فنقول: أنت المسئول لأنك فعلت شيئاً باستبداد دون رأي منا ولا مشورة، فنحن جميعاً تشاورنا وانتهينا إلى هذا الأمر، فإن كان خطأً فنحن جميعاً مسئولون عن هذا الأمر الذي وقع.
ولذلك لم يكن أحد أكثر مشاورة من الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه، مع أنه معصوم ومؤيد بالوحي من السماء، لكن ليعلم الناس أن من أهم وسائل إشعار الناس بقيمتهم؛ أن نشاورهم، ولذلك لا شيء يفقد قيمة الفرد مثل الاستبداد، إذا كان إنسان مفروض عليه كل شيء، حتى الثياب التي يلبسها، وحتى المدرسة التي يدخلها، والعمل الذي يقوم به، والكتاب الذي يقرؤه، والشريط الذي يسمعه، وكل شيء مفروض عليه وليس له فيه خيار، هنا يفقد الشخص قيمته كإنسان، ويصبح مجرد آلة.