ثالثاً: أن نحرص على أن نشرك الناس في تحميلهم المسئولية، في كل شيء، في الدعوة، في التعليم، في قضاء الوقت، ونجعل للسمع والطاعة حدوداً.
المشكلة -أحياناً- أننا نخلط بين قضية السمع والطاعة، أو نجعل السمع والطاعة بديلاً عن تحميل الناس المسئولية، أنت في عمل معين، أستاذ أو مشرف في مركز صيفي، أو حلقة تعليم، أو في حلقة تحفيظ قرآن، أب في البيت -كما أسلفت- أي صورة من الصور، فرق بين أن يكون هم ك أن تعود من أمامك السمع والطاعة، لأن كثيراً من الناس يطيب له ويلذ له؛ أن يكون سيداً زعيماً إذا أشار قال الناس سمعاً وطاعة، يعجبه ذلك ويرتاح لهذا، لكن لا ينبغي أن ننساق مع هذا الأمر الذي نحبه.
ينبغي أن ندرك أنه يجب أن نربي أناس يكون لهم مشاركة حقيقية في تحمل المسئولية، هذا له كذا وهذا له كذا، ولذلك بعض العقلاء الفاهمين المدركين لأمور الإدارة؛ تجده إذا كان عنده عمل يوزعه بين مجموعة من الأفراد، أنت عندك كذا وأنت عندك كذا، وبالتالي هو مجرد مشرف يتابع ما حدث، مثلاً رحلة يريد أن يخرج بها مجموعة، بدلاً من أن يكون هو كل شيء من الألف إلى الياء، هو الذي يعد البرامج الثقافية والفنية، وهو الذي يأتي بالأطعمة، وهو الذي يأتي بالأواني، وهو الذي منه السيارة، وهو الذي يحدد المكان، وهو الذي يحدد الزمان، بل اجعل كل إنسان له دور، وهو له دور آخر يمكن يكون مع هؤلاء جميعاً.
فكل إنسان له جزء من المسئولية يتحملها.
وبالتالي برزت شخصيته، أصبح إنساناً يشعر بقيمته، وليس مجرد شجرة صغيرة نبتت في الظل، ليس فيها قوة ولا نماء ولا خضرة.
هذا لا يصح.
مما يتعلق بموضوع تحمل المسئولية والمشاركة في ذلك، في نفس مثال: موضوع التعليم، الآن في كثير من الأحيان تجد التعليم يعتمد على أن واحد يتكلم والباقون يستمعون ويسجلون، حتى في الجامعات وغيرها، أو أستاذ يلقي والطلاب يكتبون.
وفي النهاية يختبرون.
إذاً لم يعد للطالب دورٌ ولم يعد له مسئولية، لكن عند السلف على الأقل كان الطالب يحفظ ويقرأ، وبالتالي له دور في التعليم، يشارك في العملية، يتحمل قسطاً من المسئولية، فضلاً عن قضية إعداد البحوث، فضلاً عن التدريس -أحياناً- حتى الطالب يشارك في التدريس، كما كانوا يسمونه عند السلف معيداً؛ لأنه يلقي الدرس بالنيابة عن الشيخ، فيكون هناك مشاركة في تحمل المسئولية.