العادات الموروثة عن الآباء والأجداد

الأمر الخامس: هو قضية الطبيعة، والجبلة الموروثة، والأخلاق المأخوذة عن الآباء والأجداد.

فكثير من الناس يحتج بأن هذه طبيعة، أبي كان كذا وجدي كان كذا، وأنا أعترف أن هذا له رصيد من الواقع أحياناً، أقرب مثال: قضية الوسواس، الوسواس من أسبابه -أحياناً- أسباب وراثية، فتجده قد يكون في الجد فينتقل إلى الأب ثم الابن بصورة أو بأخرى، هذا قد يحدث، لكن -أيضاً- ليس صحيحاً أن الإنسان مجبور على ما هو مجبول عليه، أو على ما ورثه عن آبائه وأجداده، بل إن التهذيب وارد وممكن، ولذلك تجد الشرع أمر بأخلاق معينة، ونهى عن أخلاق معينة، وتجد أن التربية يمكن أن تصوغ الإنسان صياغة جديدة، وتغير مجرى حياته، وتبدل بعض الأخلاق الموجودة عنده، وتجدد فيه أخلاقاً أخرى حميدة، فليس صحيحاً أن الإنسان يقع أمام جبرية حتمية إلزامية، لا مفر منها، تجاه ما كسبه من آبائه وأجداده أو تجاه الطبائع الموروثة.

وإضافة إلى أن كل طبيعة أو جبلة فيها إيجابيات، أنت قد تكون ورثت عيوباً -مثلاً- عن أبيك وجدك، تقول -مثلاً- من طبيعتنا أن عندنا جبن وخوف، هذا لا نريده لكنه طبيعة.

لكن آباؤك وأجدادك عندهم كرم وأريحية وشهامة، فلماذا حاولت ألا تقلدهم في هذه الخصال الحميدة، فبرزت عندك الخصال الذميمة، واختفت عندك الخصال الحميدة؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015