أما الأمر السادس: قضية الطبيعة فيما يتعلق بالشعوب، أحد المستشرقين الخبثاء اسمه " جيب " له دراسات عن المسلمين والأمة الإسلامية، فيحاول هذا الخبيث أن يوحي للمسلمين؛ بأن المسلمين يعيشون نوعاً من التخلف العقلي الموروث، يقول: طبيعة الشعوب الإسلامية فيها ضعف، وعدم قدرة على التخطيط، وليس عندها بعد نظر.
وهذا أمر في غاية الخطورة؛ لأنه يريد أن يلقي للمسلمين بإيحاء مؤداه: لا تحاولوا، أنتم مخلوقون هكذا وإلا فهذا الأمر منقوض علمياً وتاريخياً.
لو أتيت بمخ من يسمونه " آنشتاين " صاحب نظرية النسبية، ومخ أي إنسان من المسلمين أو من غير المسلمين، قد لا تجد هناك فرقاً كبيراً، ولا تجد أن هناك شعوباً تتميز بذكاء عن غيرها من الشعوب، بل الأمر مشاع بين الخلق كلهم، أما من الناحية التاريخية: فالحضارة يوماً من الأيام كانت هنا، والتقدم العلمي كان هنا، والأسماء اللامعة في مجالات الاختراع والطب وغيرها كانت من الأسماء الإسلامية، وقد قام المسلمون بدورهم في بناء وتشييد العلم والتقدم والحضارة بما هو معروف، ولا زالت أوروبا تعيش على المناهج العلمية التجريبية الإسلامية.
فنحن قدنا البشرية يوماً من الأيام، وملكنا أقاليم البلاد، وأذعنت لنا الدنيا، وأثبتنا الجدارة في هذا الأمر، وجُربنا فنجحنا، وليست القضية كما يزعم " جيب " أو غيره من أعداء الإسلام.