رسالة من مصر

هذه أيضاً رسالة أخرى جميلة من أحد الإخوة من مصر، وهي رسالة طويلة أيضاً أترك ما فيها من المقدمات.

يقول: أنا لم أرك بعيني، ولكني أراك دائماً بروحي، وأراك بأذني وقلبي، حينما أستمع إلى شرائط الدروس والمحاضرات، فالعبد الفقير الذي يكتب إليك هو شاب من شباب الصحوة في مصر نسأل الله أن يعافيها من هذه الفئة العلمانية التي تسيطر عليها، وأن يعز بها الإسلام ويعز الإسلام بها.

ثانياً: أرجو الصبر على رسالتي؛ لأنها ليست رسالة من واحد من شباب مصر، ولكنها تعتبر نسخة مكررة من أكثر من ثلاثة عشر مليون شاب من شباب الصحوة في مصر تقريباً أو يزيد.

لقد كنت أستمع إليك، وقرأت كتابك حوار هادئ مع الغزالي.

يقول: سماعنا لبعض الأشرطة لم يشف غليلنا، ولم يشبع نهمنا، حيث إن كلامكم في ذلك الشريط، عن الدعوة إلى الإسلام، كان إكمالاً لشريط آخر، ومن ساعتها يعلم الله ما في قلبي وما في قلوب كثير من شباب الصحوة من حب في الله، والموضوع الذي أكتب إليكم عنه هو مصر، التي غاب عنها كثير من العلماء المخلصين، وعن مخاطبتهم لشبابها الذين تكاد تفتك الخلافات بهم.

فمصر فيها شباب غض مخلص يعمل ولا يكل، لكن الخلافات والشحناء تقتل كل بذرة قبل أن تنضج، وتجعل العمل هباءً منثوراً.

مصر فيها كثير من الرايات والجماعات، وكلها تنتمي إلى هذه الصحوة المباركة، التي نسأل الله لها التمكين، ومنها على سبيل المثال: السلفية، الإخوان المسلمون، أنصار السنة، جماعة الجهاد، جماعة التبليغ والدعوة، دعوة الحق، الجمعية الشرعية، بالإضافة إلى الفرق المنحرفة والضالة عن منهج سلف هذه الأمة، كالصوفية بشتى فرقها وتفرعاتها.

وكذلك هناك التيارات الهدامة كالعلمانية، والماسونية، والشيوعية، والناصرية، والأدهى وجود الأزهر برجاله وعلمائه.

جو رهيب ساخن -فشباب الصحوة المتمثل في شباب الجماعات السالفة الذكر- في حرب مع أصحاب الفكر العلماني الشيوعي الماسوني، وأصحاب البدع والضلالات والشركيات.

وهم في ذات الوقت في حرب مع أنفسهم -وهذا الكلام يجرح ويدمي- هذا يهاجم ذاك، هذا يهاجم فئة لأنهم دخلوا الانتخابات، وفئة ثانية تهاجم فئة أخرى؛ لأنهم يهتمون في نظرهم بالشكل ويبتعدون عن الحياة السياسية، وفئة ثالثة تهاجم الإثنين لتقصيرهم في تأديب العصاة ومناوئة الحكام، والجميع يهاجمون الجهاد؛ لأنهم لا يهتمون بشيء سوى العنف، وأنهم يخالفوا نهج السلف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجميع يهاجمون التبليغ؛ لأنه ليس لهم تفاعل مع الأحداث، ولا يهتمون سوى بإدخال الناس إلى المساجد وهكذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015