رسائل عبر البريد

أما النقطة الخامسة، فهي رسائل عبر البريد.

وأود أن أقول للإخوة: إنه تأتيني رسائل كثيرة من عدد من الإخوة في بلاد شتى، من الجزائر، والسودان، ومصر ودول الخليج، وعدن، بل ومن يوغسلافيا، وفرنسا وغيرها، فضلاً عن رسائل كثيرة جداً من الإخوة في الداخل.

وأنا إذ أقول هذا الكلام فإني أعتذر إلى كل هؤلاء الذين يبعثون برسائلهم عبر هذه الكلمة، إذ أنه يصعب عليَّ كثيراً أن أكتب رداً مفصلاً لجميع الإخوة، خاصة وأن الكثير منهم يكتبون أسئلة طويلة، ويطلبون الإجابة بالتفصيل والدليل وأقوال أهل العلم وغير ذلك.

وبعضهم يذكر مسائل معضلة تحتاج إلى بحث، وإلى مراجعة وإلى دراسة، وهي من الأشياء التي يمكن أن يطلق عليها فقه النوازل، وتحتاج إلى اجتهاد جماعي لأهل العلم في كل مكان.

فمن الصعب جداً أن أجيب على مثل هذه الرسائل، فضلاً عن رسائل أخرى كثيرة تطلب مجموعة من الكتب، ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، أو الإمام محمد بن عبد الوهاب، أو ابن حجر أو غيرهم من أهل العلم.

وأقول: أيها الأحبة -بدون مواربة- إنني فخور وفرح بمثل هذه الرسائل؛ لما فيها من التعبير عن المشاعر والأخوة الإسلامية، ورب رسالة يزدريها صاحبها تأتي ليس فيها إلا جزاك الله خيراً، ولكن وقعها يكون في النفوس كبيراً؛ ولذلك أقول: لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو كلمة طيبة، وقد يكون في بعض هذه الرسائل توجيه، أو ملاحظة أو غير ذلك.

وإذا كنت أشرت إلى صعوبة الرد لكثرة هذه الرسائل، وكثرة الأسئلة الموجودة فيها، فإنني مع ذلك أحرص على الرد على كل هذه الرسائل، وإن طال الوقت ولو بشيء من الاختصار.

ولذلك أرجو ألاَّ يعتبر بعض الإخوة أن تأخر الرد شيء له معنى، فبعض الإخوة -مثلاً- يكتب رسالة ويعتبر أن ترك الرد مني إهمالاً أو عدم مبالاة.

وقد يقول في بعض المجالس: كتبت له رسالة وما رد عليَّ، يا أخي ليست رسالتك الوحيدة، قد يكون جاء غيرها والمشاغل تحول دونها، أو يكون الرد بعد وقت، وقد يكون ليس هناك مجال للرد في بعض الأحيان.

أمر آخر أود أن ألفت النظر إليه ألا يلقي الإخوة باللوم كله علي، فقد جاءتني رسائل كثيرة تلومني وأقول: لا تلمني فإن موزع البريد قد يتحمل أحياناً بعض اللوم، فبعض الرسائل لا تصلني، وبعض الرسائل قد أكتب الرد ولا يصل إلي من كتبت إليه، والسبب في ذلك قد يعود إلى ضياعها في البريد، وقد يعود إلى أسباب أخرى تخفى عليَّ، وقد لا تخفي عليكم أنتم.

ولذلك أقول: إن من الوسائل التي تحل هذه المشكلة، هي وسيلة إمكانية استخدام جهاز الفاكس، وأود أن أقول إن لدينا في مكتبنا جهاز فاكس، يحمل هذا الرقم يمكن المراسلة من خلاله؛ لأنه أسرع وأضمن، ونحن نرحب بأي شيء يأتينا عن طريقه، ونحرص على الرد عليه إذا كان يحتاج إلى رد.

هناك أيضا أمر أود أن أشير إليه فيما يتعلق بالرسائل: وهو أن لدينا مشروعاً ضمن مكتبنا لإرسال كميات من الكتب الإسلامية، التي تشرح العقيدة الصحيحة، وتبين الأحكام الشرعية الصحيحة بأدلتها إلى المسلمين في كل مكان، وقد يسر الله تعالى، فقمنا بإرسال مئات الطرود إلى أنحاء العالم الإسلامي، ممن يطلبون منا بعض الكتب، ومثل هذا البرنامج المفيد المهم فيه نشر للدعوة الصحيحة، وفيه تواصل بين المسلمين في كل مكان، وفيه مشاركة في الخير، ولذلك فإنني أيضاً أقول: إننا يمكن أن نقبل أي مشاركة يرغب فيها أحد في مثل هذا البرنامج، فمن يرغب مثلاً في القيام بتكاليف مثل هذا البرنامج، سواءً من خلال الفواتير أو غيرها، فنحن يمكن أن نتقبل منه مثل هذا العمل.

نقطة ثالثة هي عبارة عن بعض النماذج، من بعض الرسائل التي وصلتني، وإنما اخترت هذه النماذج لأنها من آخر ما وصل، ولأن لها ميزات معينة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015