إن ذلك الذي يتقلب على فراشه، حسرة وقلقاً، أو توتراً وأرقاً، أو حزناً لمصيبة نزلت بالمسلمين، أو ليس فقط لمصيبة نزلت بالمسلمين، بل حتى لعمل يمكن أن يخدم من خلاله المسلمين، هذا النموذج من الناس هو أقل من القليل، ولاشك أن هذه صورة إيجابية ممن يعيشون هم الإسلام، وممن جعلوا هدفهم تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب للإسلام وللدعوة الإسلامية، ممن قرروا أن يشاركوا في تحمل مسئولية الإسلام بأيديهم، ولو كانت أيدياً واهنة ضعيفة، لكنها قوية بقوة الله عز وجل، سواء في ذلك المسلمون المعاصرون من شباب الإسلام ذكوراً وإناثاً؛ ممن اتخذوا قراراً بحمل رسالة الإسلام والدعوة إليه، أو حتى من المسلمين السابقين الذين كانوا عبر العصور السابقة كلها، لم يكن المسلم منفصلاً يعيش الإسلام في جزءٍ من واقعه، وفي بقية أجزاءه للدنيا، كلا، بل كان المسلم يعيش هم الإسلام ظاهراً وباطناً، وفي كل مجالات حياته.