وممن ينتسبون إلى هذه الأمة، ويعدون على الأقل في الإحصائيات الرسمية جزءاً منها، أولئك الذين انسلخوا عن حقيقة انتسابهم لهذا الدين، وتخلوا عن ولائهم لهذه الأمة، وأعجبهم ما فتح الله تعالى على العدو الكافر من زينة الحياة الدنيا وزهرتها، فتعلقت قلوبهم بأعداء الدين، وتخلوا عن حقيقة انتسابهم لهذه الأمة، فهم وإن كانت ثيابهم ثياب العرب، وألفاظهم ألفاظ العرب، إلا أن قلوبهم قلوب الأعاجم، وفى مثل هؤلاء يقول القائل: رُسل الفسادِ وما حلوا وما رحلوا إلا وكانوا به أعدى من الجربِ ألفاظهم عرب والفعل مختلف وكم حوى اللفظ من زورٍ ومن كذبِ إن العروبة ثوبٌ يخدعون به وهُم يرومون طعن الدين والعربِ واحسرتاه لقومي غرهم غرم سعى إليهم بِجلدِ المنقذ الحَدِبِ حتى إذا أمكنته فُرصةٌ برزت حُمرُ المخالبِ بين الشكِ والعجبِ والمدعون هوى الإسلامِ سيفهمُ مع الأعادي على أبنائه النُجُبِ يُخادِعون به أو يتقون به وما له منهم رِفد سِوى الخُطَبِ فهؤلاء رُبما تكلم الواحد منهم باسم الإسلام، وربما وضع اسم الله في ضمن كلامه، وربما تكلم عن الدين، ولكن حقيقته أنه يبث سموم الغرب في بلاد المسلمين، ويحمل أفكاراً غريبة عن هذه البلاد، فهؤلاء لا شك أنهم منسلخون عن هذه الأمة وعن روحها وجسمها وتاريخها، ولكنهم لا يستطيعون أن يجاهروا بمذهبهم هذا، ولا بموقفهم، بل يتمسحون بالإسلام تقيةً أو مداراةً أو مداهنة، وربما يجدون من يصدقهم في ذلك.