أما الفئة الرابعة، وهم الأمل المرجو بعد الله عز وجل في إنقاذ هذه الأمة مما تعيشه، فهم أولئك الذين حققوا جزءاً كبيراً من انتسابهم لهذا الدين، من أهل العلم والفقه والإصلاح والدعوة إلى الله عز وجل، وهم بحمد الله كثير، وفيهم خيرٌ كثير لهذه الأمة، هؤلاء هم الذين يرجى أن يكتب الله تعالى على أيديهم إنقاذ هذه الأمة مما تعيش فيه، وهم الذين يرجى أن يكتب الله على أيديهم أن يُحيوا تلك الطوائف من المسلمين الذين لم يحققوا انتسابهم لهذا الدين، وهم الذين بإذن الله تعالى ينفخون روح الإيمان والأمل والعمل في هذه الأمة، وقد تحدث عنهم واحد منهم، فقال يصف الصورة المثالية لهم: قُلوبهم طهرٌ يفيضُ على الورى وأيديهم تأسو جِراحَ الخوافقِ هُم السلسل الصافى على كل مؤمنٍ وفى حومة الهيجاءِ نار الصواعقِ هُم الحلمُ الريان في وقدة الظما وليس على الآفاقِ طيفُُ لبارقِ هُم الأملُ المرجو إن خاب مأمل وأوهنَ بعد الشوط صبر السوابقِ كأني أراهم والدُنا ليست الدنا صلاحاً ونور الله ملء المشارقِ أقاموا عمود الدين من بعد صدعه وأعلوا لواء الحقِ فوق الخلائقِ