من مآسي المسلمات

هذه قصاصة تحدثك عن الانتهاكات الجماعية لحرمات المسلمين، وتصويرها بكاميرة الفيديو على يد الهندوس عبدة الأوثان، وإعلامنا في غفلة من هذا، ورجالنا أبعد ما يكونون، ونصيح بهم فلا يعتبرون ولا يتعظون، ونساؤنا أيضاً مشغولات بهموم أخرى.

هذا نشرته وكالات الأنباء في الشهر الماضي، بنت عمرها تسع عشرة سنة، كانت ضحية للاغتصاب الجماعي، يتناوب عليها مجموعة من الرجال بالقوة وهي الآن بين الموت والحياة في أحد المستشفيات الحكومية وهي من المظلومين الذين ذهبوا ضحية، في يوم (10/ديسمبر/1992م) ، في القطار الذي غادر إحدى المدن في بهوسال وأخوها الذي كان يصحبها طعن بالسكاكين، ثم أحرق حياً أمامها.

ثانياً: امرأة أخرى، عمرها عشرون سنة، تزوجت حديثاً من شاب مسلم، وجاءت من ولاية آسام الهندية، وراحت ضحية الاغتصاب الجماعي، أما زوجها فقد ذبح أمامها، وهي الآن بين الموت والحياة في أحد المستشفيات، بعدما صب عليها الحامض الأسيت.

الثالثة: امرأة أخرى في العشرينات من عمرها راحت ضحية لضابط في الشرطة، ولقيت نفس المصير في ليلة السابع من ذلك الشهر في إحدى الشوارع.

الانتهاكات والاغتصابات، التي راحت ضحيتها نساء مسلمات في إحدى المدن الهندية، كانت نتيجة للتطرف الهندوسي، الذي فتح أبواب العذاب على هؤلاء الأبرياء، والأنباء التي لا زالت ترد من مخيمات اللاجئين التي أقيمت لهؤلاء المنكوبين مروعة جداً، وهناك أحياء ومجتمعات استهدفت فيها النساء المسلمات خاصة لهذا العمل البربري الذي هو من أبشع وأظلم الأعمال.

بعض النساء المسلمات، انتزعت ملابسهن بالقوة، ثم طلب منهن الفرار والمغادرة، والواحدة منهن لا تستطيع أن تواري بدنها من الرجال وهن في غاية الخوف والذعر يلتصق بأجسادهن أطفالهن الفزعون المذعورون، هذه المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، بل اخترع الإرهابيون الهندوس وسائل شنيعة بإقامة الحواجز حتى تتساقط النساء فرائس سهلة لهؤلاء الإرهابيين.

إن هناك قاعة يقال لها: قاعة مرجان، يلتجئ فيها حالياً أكثر من ألف وخمسمائة لاجئ من الرجال والنساء، وهي تعطي شيئاً مذهلاً عن هذا المنظر الرهيب الرعيب ونجد عند الكثير من هؤلاء قصصاً مخفاة لا يستطيعون أن يبيحوا بها، ولا تكاد أن تصدقها العقول.

إن هؤلاء المجرمون القتلة، يصورون جرائمهم بكاميرات الفيديو، ويصورون مناظر الاغتصاب الجماعي والقتل والإحراق، ولا أحد يعلم بما يفعلون، غير أن من المؤكد أنهم لو خافوا من المسلمين لما فعلوا، ولو خافوا من القوات الدولية، أو الأمم المتحدة، أو منظمات حقوق الإنسان؛ لما تجرءوا على مثل هذا العمل الفاحش المشين.

امرأة أخرى عمرها اثنتان وعشرون سنة، ذبح زوجها بالسكين أمام عينيها كما تذبح الشياه.

الخامسة تحكي قصتها، بأن زوجها خرج ليعيد الأولاد من الخارج إلى داخل المنزل، ولكنه لم يرجع ولم يحدث ذلك، حيث أن الأسرة غادرت المنزل بأكملها، بعدما هاجمها الإرهابيون من الهندوس، وأمسكوا رب الأسرة وقتلوه، وضربوا على رأس بعض الأطفال بالسكاكين والسيوف، حتى جرحوهم وقتلوا منهم من قتلوا.

ضحية أخرى تحكي قصتها بأنها سافرت مع أخيها ومع زوجة أخيها إلى موطنهم بالقطار الذي غادر مدينتهم، وهاجم الإرهابيون ذلك القطار واغتصبوها اغتصاباً جماعياً وضربوها بالعصا، ثم أشعلوا فيها النار وطرحوها خارج القطار، فوجدها اثنان من الشرطة فغطوها وأسرعوا بها إلى المستشفى وقد حُجِزَ بعض هؤلاء الذين قاموا بهذا العمل، وأدخلوا إلى السجن، كما أن أطفالها وبعضهم من الرضع أخذهم الإرهابيون كرهائن، ومن المعلوم أن بنات صغيرات قد اختطفن من المناطق المجاورة ولم يعرف مصيرهن بعد إلى اليوم.

هذا بعض خبر أخواتكم وأخواتكن المسلمات، يلقين ما يلقين على أيدي عبدة البقر، وعلى أيدي عبدة الأوثان، وعلى أيدي المشركين، وهؤلاء -أيها الإخوة- ما حملوا السلاح، ولا قاتلوا، ولا أعلنوا الجهاد، ولا حاربوا، كل ما فعلوه أنهم مسلمون، وهم يترددون على المساجد، ويشهدون أن لا إله إلا الله، ويرفضون أن يتمسحوا بأرواث البقر، ويرفضون أن يعبدوا بوذا هذا كل ما فعلوا قال الله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [البروج:8-9] .

أيها الإخوة، أما نبأ أخواتكم المسلمات في البوسنة والهرسك فهو خبر آخر، ولا أريد أن أبدأه الآن وسأحدثكم عنه بعد صلاة التراويح وسأتلوا عليكم رسالتين باكيتين في إحداهما دمعة حزن، وفي الأخرى دمعة فرح كلتاهما من أرض البوسنة والهرسك.

أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرحم هؤلاء المسلمين المستضعفين، أسأل الله تعالى أن يرحم هؤلاء المستضعفين، وأسأله جل وعلا أن ينزل بأعدائه عجائب قدرته، وأن يصب عليهم عذابه الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم إنا نسألك لهؤلاء المسلمين في هذه البلاد وفي كل البلاد يا أرحم الراحمين، اللهم أغثهم يا مغيث، اللهم انصرهم يا خير الناصرين، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم انصرهم على من بغى عليهم، اللهم إنا نسألك أن تصغي لهم قلوب إخوانهم المسلمين، وقلوب أخواتهم المسلمات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015