وكذلك هذا الأخ يقول: لاحظت في معظم تلك المحاضرة عدم المرور على المربين والمدرسين وما يهمهم من صناعة الحياة، فأرجو منك أن تتعرض لهذا الموضوع.
وأقول: إن المدرس يصنع الحياة كثيراً، وليس غريباً أن الطبيب تتلمذ على يد المدرس، والمهندس تتلمذ على يد المدرس، والداعية والخبير وكل أصناف المختصين تلقوا من المدرس، ولهذا لا غرابة أن يتكلم أحد الشعراء -وهو الشاعر محمود غنيم - راثياً لحال المدرس، ومعبراً عن واقعه ومشاعره، فيقول: حنانيك إني قد بليت بصبيةٍ أروح وأغدو كل يوم عليهمُ صغار نربيهم بملء عقولهم ونبنيهم لكننا نتهدمُ فمن كان يرثي قلبه لمعذب فأجدر شخص بالرثاء المعلمُ على كتفيه يبلغ المجد غيره فما هو إلا للتسلق سُلَّمُ فالمدرس هو الجندي المجهول، وهو المناضل الكبير، والمدرس متى ما كان مخلصاً فهو وريث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام -فهم يعلمون الحكمة ويعلمون الناس ويأمرون بها، والمدرس يستحق أكثر من مرور عابر- كما اقترح الأخ في محاضرة فهو يستحق حديثاً خاصاً، وسيكون ذلك -إن شاء الله- في أحد الدروس بعنوان: رسالة إلى مدرس.