ثم تأملي في قصة خديجة رضي الله عنها، يأتيها النبي صلى الله عليه وسلم وقد أفزعه الملك بغار حراء، فيأتي ترعد فرائصه، ويقول: زملوني دثروني، فتقول له: {أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق} وتظل خديجة إلى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم تثبته وتصبره، تؤمن به وقد كذَّبه الناس، وتقف معه الناس يوم تخلى عنه الأقربون حتى تموت رضي الله عنها فيجد النبي صلى الله عليه وسلم ألم فقدها عام الحزن فقد كانت نعم الزوج والصاحب له.