مريم عليها السلام

وتأملي في قصة مريم عليها السلام، التي أخبرنا الله تعالى من شأنها، وكيف واجهت مجتمعها؟ بذلك الأمر الغريب أن يأتي لها ولد دون أن يكون لها زوج، قال الله تعالى: {قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً} [مريم:27-28] إنه موقف صعب عظيم عصيب، ولكن الله تعالى مع المؤمنين، فينطق الله تعالى عيسى عليه السلام: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} [مريم:30] ويعلم هؤلاء براءة مريم، وأنها أطهر من السحابة في سماءها، وأن الله تعالى أجرى على يديها هذه الآية العظيمة فُولِدَ لها عيسى من غير أب: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران:59-60] وتصبر وتصابر وينالها الأذى من اليهود ومن غيرهم، في نفسها، وفي ولدها، حتى يجعل الله تعالى سيرتها أنموذجاً يحتذى، وخبراً يتلى إلى يوم القيامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015