أضرب لك مثالاً: قضية اليهود والنصارى، أو مسألة الولاء والبراء بشكل عام، وبغض أعداء الإسلام، واتخاذ طريق آخر مناوئ لهم، وإعلان الحرب عليهم بكل صوره وأشكاله، والبراءة منهم، والكفر بهم وبما يعبدون من دون الله، واعتقاد عداوتهم للمسلمين، وأنهم لا يريدون للأمة خيراً في حاضرها ولا مستقبلها في دينها ولا في دنياها، قال تعالى: {لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران:118] وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:51] وقال: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120] وقال: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم:9] إلى آخر حشد هائل جداً من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، يبدئ ويعيد في قضية البراءة من المشركين، وإعلان هذه البراءة والبعد عنهم، ومجافاة طريقهم، ومجانبة خطهم ومنهجهم، قال تعالى: {كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة:4] .