أخيراً: أزف للإخوة خبراً ساراً بإذن الله تعالى، وهو أن الشيخ سمير المالكي قد أخرج من السجن البارحة، وإنني أشكر الله سبحانه وتعالى ثم أشكر سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كان له في ذلك دور مشكور، وقد اتصل البارحة مكتبه لإخباري وإشعاري بهذا الأمر؛ ومن ثم نبشر به المسلمين.
وبقدر ما فرحنا بهذا الأمر وسُرِرْنا، إلا أنه ترامى إلى عقلي وذهني قصة يوسف عليه الصلاة والسلام {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} [يوسف:50] فنعم أخرج لكن بعد أن مكث في السجن شهراً وأياماً، فلا أدري حتى الآن لم يكن هناك أي إدانة تدل على السبب الذي سجن فيه، لذلك فهذا الفرح أمرٌ عادي، لكن الأصل ألا يسجن بلا معنى، ثم يفرح بخروجه، فالأصل أن أعراض الناس ودماءهم وأموالهم حرام كما نص على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الأمر الذي نصت عليه الأنظمة التي أعلنت، فهو لم يكن له ذنب إلا الأمر بالمعروف، فكان غريباً أن ينال من الإنسان في نفسه أو أهله أو ماله أو عرضه بشيء، وإن كنا لا نملك إلا الفرح بخروجه.
لكننا نقول أيضاً: ينبغي أن تكون أموال الناس وأعراضهم مصونة فلا يسمح لرجل الأمن أن ينال منها، ونتمنى بإذن الله تعالى ألا نسمع مثل هذه الأخبار المزعجة في المستقبل في شأن أحد من الأخيار والصالحين.
فإذا حصل من أحد ما يدعو إلى مناقشته فالحمد لله البلد مرجعه أهل العلم، وسماحة الوالد الشيخ عبد العزيز ومن معه من العلماء هم مرجع للجميع، ولا أحد من أهل هذا البلد كبيراً أو صغيراً عالماً أو جاهلاً إلا ويرضى بهم، ويقبل بالانصياع إلى ما يقولون ويرشدون.
فنسأل الله تعالى أن يرزق الشيخ سمير وغيره من الدعاة والمؤمنين الصبر والاحتساب وأن يجازيهم على ما لقوا خير الجزاء، وأن يجعلنا جميعاً هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأسأله جل وعلا أن يعز الإسلام والمسلمين في كل مكان، ويذل الشرك والمشركين ويدمر أعداء الدين، وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.