إن دين الله عز وجل نزل للعالمين، ويوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وكان المؤمنون به يعدون على رءوس الأصابع، خاطبه الله عز وجل بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] وقال سبحانه: {وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} [القلم:52] .
لقد أثبتت الأحداث أن كلمة الحق تتجاوز حدود الأقاليم والدول والمناطق والأجناس، وأنه ليس لها لون ولا جنس ولا بلد بل ولا لغة، والله تعالى يقول: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت:56] إن حياً واحداً فقط في مصر وهو ما يسمى بحي أمبابه داهمته أجهزة الأمن، وانتقلت من بيت إلى بيت، ومن أسرة إلى أسرة يسكنه ما يقارب من مليون إنسان ينتظمون في أكثر من مائة ألف أسرة، ربما وجدوا في هذا الحي وحده ما يزيد على ثلاثة ملايين شريط، كلها ليست أشرطة غناء، وإنما هي أشرطة إسلامية، قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إن مثل هذا الأمر يؤكد لك أن حجب كلمة الحق ليس حجباً عن فئة ولا عن مجموعة ولا عن بلد، بل هو حجبٌ لهذه الكلمة عن أمة طويلة عريضة، تنتظر كلمة الحق وتفرح بها، وتتطلع إليها في وسط ظلمات التضليل والتشكيك والتغيير، ثم إن هذه الكلمة إذا تخلى عنها أقوام تلقفها آخرون، فإن دين الله عز وجل ليس مقصوراً على فئةٍ بعينها.