Q صاحب هذا السؤال تغلب عليه الحيرة، ويقول: أنا طالب علم مسلم أحب الدين، وأحب أن أعمل أعمال الخير، وبعض الطلاب يقولون: إني مراءٍ؛ لأني أحب مطالعة الكتب وسماع الأشرطة الإسلامية، وأحدهم يقول: منافق، وأنا لم أجد حلاً لهذا الكلام، نرجو من فضيلتكم أن تساعدوني على هذا؟
صلى الله عليه وسلم أقول: هذا الكلام لا يضر، لأن الإنسان إذا كان واثقاً من طريقه، لا يلتفت إلى المشككين، إنما الذي يلتفت إلى المشككين هو المتشكك من طريقه، إذا كان هناك طريق تسلكه -مثلاً- من البيت إلى المسجد في اليوم خمس مرات، ثم جاءك إنسان، وقال: ليس هذا طريق المسجد، أو ضحك بك، وقال: أنت تريد المسجد: طريق المسجد هذا، وليس الذي تسلكه، لا تلتفت إلى هذا الإنسان؛ لأنك تعلم أنك على الحق، وأنه مشكك، فالواثق من طريقه لا يلتفت إلى تشكيك المشككين وأقول: إن بعض الطلاب قد يكون سبب ما يقوله هو الغيرة، وهذا أمر عرفناه، فقد يكون أحد زملائك يرى أنك تحرص على العلم والقراءة وسماع الخير، وحضور مجالس الذكر، فيحسدك لذلك، ويشهر بك ويصفك بالنفاق أو الرياء كنتيجة للغيرة التي تأكل قلبه، فعليك ألا تلتفت إليه، بل تعامله بالحسنى، وتعفو عنه، وتصفح وتستمر في طريقك.