Q كثير من الناس يصاحبون أهل المعاصي، ويقولون: الدين يسر، وماذا في مصاحبتهم ولسنا على طريقتهم، ونحن يجب ألا نكون منغلقين، فما رأيكم في هذا الكلام؟
صلى الله عليه وسلم السائل يعرض أسلوب بعض الناس في مصاحبة بعض الأشرار، فإذا قيل لهم في ذلك، قالوا: الدين يسر وسهوله، ويجب أن ندخل مع هؤلاء الناس، وألا نغلق على أنفسنا عنهم، فأقول: أولاً: إن كل معصية يعلم الإنسان أنها معصية -قد سبق الحديث خلال هذه الكلمة- ففعلها ليس هو اليسر؛ بل فعلها هو الحرج والعسر، وتركها هو اليسر، فهذه هي القاعدة، فكل معصية إتيانها ليس هو اليسر، فلا تأت المعصية وتقول الدين يسر، ولو كان الدين حرج لكان من المعقول أن تأتي هذه المعصية، لكن ما دام أن الدين يسر والحمد لله، فيجب أن تعلم أن من يسر الدين أن تترك المعاصي كلها؛ لأن التشديد والتيسير أولاً ليس بالهوى والمزاج والرغبة والتشهي؛ بل هو بالنص.
وثانياً: لأن المسلم يعلم أن الدنيا بعدها آخرة، وأن من العسر كل العسر أن يعرض الإنسان نفسه لعقوبة الله تعالى وغضبه؛ فكل معصية يعلم الإنسان أن فعلها حرج وتركها هو اليسر.
وقد يقول قائل: إن هدفي من هؤلاء القوم هو دعوتهم إلى الله عز وجل، فأقول: إن كان الأمر حقيقة في قرارة في نفسك كما تقول فنعم، ولا بأس أن تخالطهم بالأسلوب الحكيم مخالطة جزئية لتدعوهم إلى الله، شريطة أن يكون رفقاؤك الدائمون من أهل الخير والطاعة والصلاح، وجلوسك مع هؤلاء القوم بشكل استثنائي لتدعوهم إلى الله، وشريطة أن تكون تمارس ذلك فعلاً، فلا تتمنى الأماني وتجلس معهم بهذه الحجة وأنت لا تغير شيئاً، وشريطة أن تكون قادراً على التغيير والدعوة، وتلحظ فيهم شيئاً من الاستجابة، ويجب أن تعلم أن الله مطلع على حقيقة نيتك وقصدك وما تكنه في قلبك.