Q يقول السائل: بعض الناس يشدد بحجة خوفه من عذاب الله إن لم يعمل بهذا العمل واقتناعه بأنه يلزمه هذا العمل، فبم توجه هؤلاء؟
صلى الله عليه وسلم أوجه هؤلاء بالكلام الذي سقته في الكلمة السابقة.
فإذا كنت تخاف من عذاب الله فاعلم أن الذين يعذبون بعذاب الله نوعان: النوع الأول: هم المفرطون في حدود الله من الكفار والفساق وغيرهم.
النوع الثاني: هم المتعدون لحدود الله، وانظر إلى الخوارج مثلاً حيث كانت جباههم دائماً في سجود على الأرض حتى أثر فيها ذلك، فصارت كأخفاف الإبل، وكانوا أمضاغ عبادة وأطلاح السمر، صفر من كثرة الصيام والقيام وقراءة القرآن، فيقرءونه رطباً ولكن لا يجاوز حناجرهم، وقال عنهم صلى الله عليه وسلم: {كلاب النار} وقال: {لو يعلم الذين يقتلونهم مالهم عند الله من الأجر لاتكلوا أو نكلوا عن العمل} وقال: {شر الخلق والخليقة} وقال: {شر قتلى تحت أديم السماء} وقال: {لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد -أو قتل ثمود-} .
إذن فالمعذبون قسمان: المفرطون في حدود الله، والمتعدون لحدود الله، والمطلوب من المسلم أن يكون وقافاً عند حدود الله لا يتعداها ولا يقصر دونها.