حكم إتيان الرخص

Q يقول السائل: الإسلام دين اليسر والسهولة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الله يحب أن تؤتى رخصه} وبعض الناس إذا عمل بهذه الرخص قيل له: من تتبع الرخص فقد تزندق، فما رأي فضيلتكم بذلك؟

صلى الله عليه وسلم أما قوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله يحب أن تؤتى رخصه} فهو حديث صحيح، لكن المقصود هنا بالرخص هي الرخص التي تنسب إلى الله، فرخصه، أي: رخص الله تعالى التي رخصها لنا، مثل القصر في السفر فهو مستحب، وقال بعضهم هو واجب، ومثل الجمع في السفر لمن احتاج إلى ذلك، ومثل الفطر في السفر لمن احتاج إلى ذلك، فهذه كلها من الرخص الشرعية، وهناك رخص للمحتاجين والمضطرين معروفة في كتب الفقه.

أما قول بعضهم: من تتبع الرخص فقد تزندق، فلعلهم يقصدون بها من تتبع الرخص الفقهية، بمعنى: أن أبحث في المذاهب الفقهية فإذا وجدت مذهباً يرخص في أمر من الأمور اتبعت هذه الرخصة لا لأنها رخصة شرعية، ولا لأن الدليل معها، ولكن لأن فيها تيسير وأنا أحب الرخص، فآخذ من كل مذهب ما يناسبني من الرخص، وهذا قد يكون فيه نوع من الانحراف بلا شك؛ لأن كل مذهب فيه رخص، فإن شئت أن تأخذ بالمذهب كله بشدائده ورخصه فنعم، وإن شئت أن تبحث في الأدلة الشرعية وتعرف الحلال من الحرام بالأدلة إن كنت أهلاً لذلك، فهذا هو المتعين عليك، أما أن تأخذ بالتشهي ما يروق لك ويعجبك فهذا لا ينبغي ولا يصلح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015