نصيحة لموسوس

Q يقول أيضاً: بعض الناس يستمر في الوضوء وإعادة الصلاة حتى يخرج وقت الصلاة، فبم توجهون مثل هذا؟

صلى الله عليه وسلم لعلي أشرت إلى نوع من ذلك، وأذكر أنني أعلم بعض الأشخاص -والعياذ بالله- أتاهم الشيطان من جهة الوضوء، فصاروا يكررون الوضوء ويشكون فيه حتى يتعبون فيه أشد التعب، فإذا انتهى أحدهم من الوضوء بدأ بالصلاة بحجة صلاته غير صحيحة وتعب فيها أشد التعب إلى أن وصل بهم الحال إلى ترك الوضوء وترك الصلاة -والعياذ بالله- وهذا غاية ما يريد الشيطان.

فالأمر خطير، ولذلك أقول: على الإنسان أن يعرف أن هذا نوع من الوسواس الذي لا يجوز، والذي قد يودي بالإنسان إلى المهالك، فعليه أن يتوضأ كما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم وضوءاً طبيعياً يمر الماء على جسده، إن توضأ مرة أجزأه وكفى، وإن توضأ مرتين أو ثلاث فهي السنة ما خلا الرأس فأنه لا يشرع إلا مسحه مرة واحدة، يبدأ بمقدمة رأسه فيقبل ويدبر -يردهما إلى قفاه ثم يدبر بهما- فهذا هو المشروع في الوضوء.

أما المبالغة في التطهر فلقد علمتم فيها ما علمتم، ورأيتم فيها ما رأيتم، ولعلكم تسمعون بأشياء كثيرة غير ما أشرت إليها.

فعلى الإنسان أن ييسر في أمور دينه، وإذا كان مبتلى بالوسواس فالذي أنصحه به نصيحة أخوية ألا يلتفت لهذا الوسواس لفترة معينة، شهراً أو أكثر من ذلك، وسيجد بعد ذلك أن الشيطان قد خنس وتركه ويئس منه؛ لأن من شأن الشيطان كما وصف الله: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} [الناس:4] فأنت إذا تعرفت بالشيطان طمع بك، وإذا أعرضت عنه تركك وذهب يبحث عن آخر، فأنصح من ابتلي بشيء من ذلك ألا يلتفت إلى شيء من هذه الوسوسة، بل يتوضأ كما يتوضأ غيره، ويصلي كما يصلي غيره لفترة، وسيجد بعد ذلك أن الأمر صار بالنسبة له طبيعياً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015