كان من أهم نتائج هذه الرهبانية أن تزلزلت دعائم الحياة المنزلية، وعمت القسوة على الأقارب، وكان الرهبان الذين تفيض قلوبهم حناناً ورقة ورحمة، وتفيض عيونهم من الدمع؛ تقسو قلوبهم وتحمد عيونهم أمام الآباء والأمهات والأولاد، فيخلفون الأمهات ثكالى، والأزواج أيامى، والأولاد يتامى عالة يتكففون الناس، ويتوجهون قاصدين الصحراء، همهم الوحيد -فيما يزعمون- أن ينقذوا أنفسهم، لا يبالون إن ماتوا أو عاشوا، وحكى بعضهم من ذلك حكايات تدمع العين وتحزن القلب.