الموقف الأول: موقف المتولين الرافضين لدعوته، المتنكرين لها، المعرضين عنها، وهؤلاء هم الكافرون به صلى الله عليه وسلم على اختلاف أجناسهم ومللهم ونحلهم، وهؤلاء لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، ولا أن ينيرها بهذا الوحي المنزل من عنده، وهؤلاء لا شك حرموا من خير كثير من يسر هذا الدين وسماحته، حرموا من ذلك في الدنيا، وحرموا من لذة الإيمان بالله ورسوله، ولذة المتابعة، ولذة الطاعة، وابتلوا بنكد العيش وضيق الدنيا وجور الأديان، كما أنهم حرموا نعيم الجنة ورضوان الله والنظر إليه يوم القيامة، حرماناً أبدياً، ولا مطمع لهم في إدراك شيء من ذلك البتة، ومثل هؤلاء نقول عنهم: إنهم لم يصبهم من يسر الإسلام وسماحته إلا القليل مما قد يكون أصابهم من أنواره، أما حقيقة الدين والسعادة به في الدنيا والنجاة به في الآخرة، فهم -والعياذ بالله- محرومون منها.