إن مجتمعنا لا يزال يحتفظ على الأقل بالقشرة الظاهرة من حفظ المرأة وصيانتها من الابتذال والإهانة، وعلينا أيها الأحبة أيتها الأخوات أن نستنفر كل طاقتنا لسد المنافذ على المغرضين، الذين يحاولون أن يجدوا موطئ قدم لهم، لمخاطبة المرأة وإفسادها وإخراجها، وليس سد المنافذ يعني أن نمنع المرأة أن تسمع مثلاً أو تقرأ أو تكتب أو تتصل فهذا غير ممكن في الغالب، وإن أمكن حيناً فهو لا يمكن في كل حين.
إنك تستطيع أن تمنع المرأة يوماً، لكنك لا تستطيع أن تمنعها كل يوم، وتستطيع أن تمنع واحدة، ولكن لا تستطيع أن تمنع الجميع، ولكن ذلك يكون بأن نحفظ للمرأة حقوقها، ونضمن لها الحياة الحرة الكريمة في بيتها وفي مكان عملها، ويكون بأن نربيها على مكارم الأخلاق، وعلى معالي الأمور، وعلى التدين الحق الظاهر والباطن، وننأى بها عن سفاسف الأخلاق، وما لا يليق بها، ويكون بأن نتولى الدفاع عن قضاياها، ونطالب برفع الظلم عنها قبل أن نعض أصابع الندم ولات ساعة مندم!