هناك من يبالغ في تصوير الظلم الواقع على المرأة لأنه يعاني ربما وضعاً شخصياً خاصاً، وقد يكون اطلع أحياناً على انتهاكات وتعديات يعممها على الجميع، وقد يدخل بعض الناس -وهم يتكلمون عن الظلم الواقع على المرأة بعض الضوابط والأحكام الشرعية في ظلم المرأة، وهذا نسبة للظلم إلى الله عز وجل، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36] .
مثلاً تعدد الزوجات الإذن الشرعي للرجل أن يتزوج أكثر من امرأة، قد يصنف البعض هذا من الظلم، وهذا أمر ثبت في القرآن، قال الله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء:3] وقد تكلمت كثيراً عن العدل، وسأتحدث بعد قليل عن الضوابط في موضوع التعدد، ومتى يعدد الإنسان ومتى لا يعدد، لكن المقصود أن أصل التشريع ثابت بنص القرآن وبإجماع المسلمين، فلا يحق لمسلم أبداً أن يعتقد أن هذا من الظلم، لا رجل ولا امرأة.
وهناك في المقابل من يبالغ في نفي الظلم وتقليله، وهو قد يكون معذوراً، لأنه رجل كريم محسن لزوجته، وبار بأمه، وأمه ورفيق ببنته، وكريم مع أخته، فهو يظن الناس مثله، وكما يقول المثل " ما يحس بالنار إلا واطيها " والواقع أن المجتمع فيه هذا وذاك، فأما المظالم الواقعة على المرأة فهي ميدان رحب فسيح، وسأتحدث عنه بعد قليل.