إن الناطق عن شريعة الله عز وجل -أيها الأحبة وأيتها الأخوات الكريمات- يقول ما يجب شرعاً أن يقال، وليس ما يحب الناس أن يقال، وبين ما يجب وما يحب الناس فرق، فقد يحب الناس أن تدغدغ مشاعرهم بطيب القول، وأن يثنى عليهم بجميل الثناء، ولو لم يكن الأمر كذلك، وقد يكون الحق أحياناً مراً، وفي صحيح ابن حبان: {قل الحق ولو كان مراً} وهذا الحديث وإن كان فيه ضعف إلا أن معناه صحيح، وليس المهم أن يرضي الإنسان طرفاً ليسخط آخر، المهم أن يرضي الله تعالى، ويقول ما يعتقد أنه حق، ولو سخط عليه في ذلك من سخط.