أيها الأحبة إن المدافع عن حقوق المرأة هو مدافع عن حقوق الرجل أيضاً، فالمرأة أمك وزوجك وأختك وبنتك، وإذا كنت اليوم تكلمت عن المرأة وحقوقها، فإنني لم أقصد من وراء ذلك إلى إزعاجك، ولا إلى أن أخسرك كما عبر أحد الإخوة: إن تكلمت عن هؤلاء خسرت أولئك لا، لا أريد أن أخسرك -أيها الرجل- فأنت بعد الله تعالى سندي وعضدي وصاحبي، وطالما تحدثت وتحدث غيري من الإخوة من طلبة العلم والدعاة عن حقوقك، وما يجب لك تجاه ولدك، وتجاه زوجتك، وتجاه الآخرين، وقد أمسك بزمام المبادرة أحد الإخوة الأكارم الفضلاء، الذين كتبوا إليّ حول هذا الموضوع، واقترح عليَّ موضوعاً قادماً عنوانه " أنصفي الرجل " فهو خطاب للمرأة: أن أنصفي الرجل: أباً، وابناً، وأخاً، وزوجاً، وسيكون هذا بإذن الله تعالى، وعلى كل حال فإذا كنت أقول لكم اليوم: أنصفوا المرأة، فلا تظنوا أنني سأقول للمرأة: نامي قريرة العين ريثما يفرغ الزوج من إعداد وجبة الطعام، فقد عتب بعض الإخوة على من يروون ذلك الحديث الذي كان فيه: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله، حتى إذا أذن المؤذن خرج للصلاة} وهو في صحيح البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها.
وقالوا: لابد من بيان هذا الحديث وإيضاحه، فعلى كل حال لن أقول هذا الكلام الآن، وإنما سوف أقول ما تسمعه بعد قليل.