ترك إظهار العلم خشية الرياء

Q ما حكم ترك إظهار العلم خشية الرياء؟

صلى الله عليه وسلم إذا عرفنا الهدف من تحصيل العلم وجمعه، فالعلم لا شك إذا كان علماً لا يُبدى، فهو مثل إنسان عنده كنز من الأموال، لكنه محفوظ في خزائنه لا ينتفع الناس به، إنما يكون حساباً عليه يوم القيامة، فما هي الأشياء التي تمنع الإنسان من إبداء العلم؟ قد تكون هناك أسباب شرعية تمنعه من إبداء العلم، مثل ظنه بأن هذا الإنسان الذي سأله أو طلب منه سوف يستخدم هذا العلم في غير وجهه الشرعي، فيرى من المصلحة حجبه عنه للمصلحة الشرعية، أو يرى أن إبداء هذا العلم قد يكون ليس هذا أوانه، وله وقته المناسب، كأنواع خاصة من العلوم، وقد يكون على الإنسان خطر في نفسه أو ماله، فيجوز له أن يترك ذلك، وإن كان الأولى والأحرى به أن ينشر العلم كما قال أبو ذر رضي الله عنه: [[لو وضعتم الصمصامة على هذه -أي على رقبته- ورأيت أني أنفذ شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تقتلوني لأنقذته]] .

أما ترك إظهار العلم خشية الرياء، فهو من مزالق ومداخل الشيطان على ابن آدم، في العلم وغير العلم، وكثيراً ما يوسوس للإنسان من خوف الرياء، فيدعوه إلى القعود عن الطاعة والعبادة، وكم من إنسان ترك التقدم إلى الجماعات، وترك إمامة الناس في الجمع والجماعات، وترك الدعوة إلى الله، وترك قراءة القرآن، وترك صلة الأرحام، بحجة أنه يخشى أن يكون هذا من الرياء، وليس الحل أن يترك العمل، إنما الحل أن يستمر في العمل، ويدافع الرياء.

ومبدئياً كونه ترك العمل خوف الرياء دليل على أن عنده أصل الإخلاص، وإلا فالمرائي يفرح ويفخر بأن يظهر العمل للناس ليمدحوه به، فكون الإنسان يكون عنده هاجس وهم بأنه سوف يترك العمل خوف الرياء دليل على أن عنده إخلاص، لكن قد يخطر الرياء في قلبه، وأصل النية عنده خالصة، فلا ينبغي له أن يترك العمل حينئذٍ، بل عليه أن يستمر في العمل، ويحرص على دفع الرياء ما استطاع، فإن لم يندفع الرياء، وكان الأصل الدافع للعمل خالصاً، فإن هذا لا يؤثر في أصل العمل، وإن كان قد يقلل من أجره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015