طلب العلم للنساء

Q إحدى الأخوات تطلب الدلالة على كيفية طلب العلم للنساء بسبب ظروفهن العائلية، وترجو توجيه كلمة لأولياء أمور النساء في مساعدتهن في هذا الأمر؟

صلى الله عليه وسلم أما كيفية طلب العلم للنساء فكما في حديث رواه النسائي وغيره بسند قابل للتحسين: {أنما النساء شقائق الرجال} فما يقال في الرجل يقال في المرأة أيضاً في طلبها للعلم، والطريق واحدة، لكن ظروف المرأة العائلية قد تحول دون بعض ذلك، فيمكن للمرأة أن تعوض ما فاتها عن طريق سماع الأشرطة وقراءة الكتب وما أشبه ذلك.

ثم إنني أنصح الأخوات الحريصات على طلب العلم على التركيز على العلوم التي يحتجن إليها في أمورهن العملية والحياتية بصفة أخص، لأن طبيعة المرأة ودور المرأة في المجتمع من الزواج ثم الحمل والإنجاب والاشتغال بالولد تحول بين استمرارها على وتيرة واحدة في الطلب، فكونها تقدم الأهم هذا هو الأحزم والأولى في حقها، فتعنى -مثلاً- بمسائل الطهارة ومسائل الصلاة، والمعاشرة، وحقوق الأهل، ومعرفة أحكام بعض المنكرات الموجودة والأدلة على تحريمها، وأحكام بعض الأعمال التي يعملها الناس؛ حتى تكون آمرة ناهية، ومعرفة العقيدة، وهذا قبل ذلك كله، والدعوة إليها، معرفة الترغيب والترهيب وما ورد فيه من أحاديث؛ لأن هذه من الأشياء التي تحتاجها المرأة في مجالستها ومعاملتها مع غيرها من الناس، وتستفيد منها بشكل أكبر، فإذا بقي عندها بعد ذلك فضل وقت، فلا بأس أن تصرفه في فروع العلوم الأخرى.

أما أولياء أمور النساء، فلا شك أن ولي أمر المرأة لها عليه حقوق كثيرة، من أهمها أن يعلمها حدود ما أنزل الله على رسوله، ومن العيب أن يكون طالب العلم أحياناً مشتغلاً بالعلم، وربما بالتعليم أيضاً، فإذا أتيت إلى أهله، وجدت عندهم جهلاً مطبقاً، وقد علمت أن بعض النساء يوجد عندهن جهلٌ غريب في أمور الدين؛ بسبب أن المرأة محصورة في بيتها لا تذهب ولا تجيء ولا تخرج، وفي نفس الوقت ولي أمرها لا يوصل إليها ما يسمعه من العلم والذكر، فلا هي سمعت بنفسها، ولا هو أوصل إليها بعض ما سمع، حتى إن من النساء من قد تجهل أصول الإسلام.

وقد علمت أن إحدى النساء وهي نشأت في بيئة طيبة جداً، ومع ذلك لم تكن تعلم أن الناس يبعثون بعد موتهم حتى تزوجت، وحدثني آخر أن زوجته لا تصلي، ولما أمرها بالصلاة وألح عليها، قالت: ما سمعنا أن الدين للمرأة! الدين للرجال، تقوله جادة ليست ساخرة، تقول الدين للرجال، وهم الذين يخاطبون وينهون ويذهبون إلى المساجد، أما المرأة فليس عليها دين، فالمرأة بأمس الحاجة إلى أن ولي أمرها إن كان عالماً أو عنده علم، يوصل إليها ما عنده من علم، وإن لم يكن كذلك يمكنها من سماع العلم والذكر والموعظة، ويذهب بها إلى الدروس والمحاضرات والمجالات التي يكون فيها خير، ويحضر لها ما تحتاجه من الكتب والأشرطة وغيرها؛ ليقوم بذلك ببعض الواجب الملقى على عاتقه تجاهها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015