وبهذا يدرك مدى خطورة من ينادون بنبذ السنة؛ لأنهم بذلك يتسببون في مزيد من الاختلاف بين المسلمين، كما في القصة التي كان فيها عمر رضي الله عنه يسأل ابن عباس عن المسلمين، وكيف يختلفون مع أن دينهم واحد ونبيهم واحد وربهم واحد؟ فقال له ابن عباس رضي الله عنه: إن القرآن أنزل علينا ونحن نعلم فيم أنزل، وسيأتي بعدنا أقوام لا يعلمون فيم أنزل، فيختلفون فيه، فإذا اختلفوا وتنازعوا اقتتلوا.
لذلك لو أقصيت السنة -مثلاً- وصار المدار على القرآن؛ فإن القرآن كما قال علي رضي الله عنه: حمال وجوه، دلالاته متنوعة، وكثير من آياته ظنية الدلالة، وليست قطعية الدلالة، ولذلك يفتح لهم الباب على مصراعيه ليقولوا في الدين ما شاءوا.