ليس حفظ الله لدينه بحفظ نصوصه، وإن كان حفظ النصوص أمراً مهماً، لأننا الآن -ولله الحمد- نجد أن هذه الميزة للأمة الإسلامية لا توجد في الأمم الأخرى، فأصحاب الكتب السماوية الأخرى حرفت كتبهم كما هو معلوم، ولذلك هم مختلفون في كتبهم وليس لهم شيء يرجعون إليه، فإذا اختلف اليهود أو النصارى في مسألة من مسائل دينهم، فكيف يمكن أن تحل هذه المسألة؟! لا يمكن أن تحل لأنه ليس عندهم شيء يرجعون إليه ويقبلون به جميعاً، لكن المسلمين إذا اختلفوا فعندهم قاعدة لحل هذا الخلاف، قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء:59] .
والرد إلى الله هو الرد إلى القرآن الكريم لأنه كلام الله، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرد إلى حديثه بعد وفاته، ولذلك صارت سنته محفوظة، ويرجع إليها عند التنازع، وعندئذٍ يحل بها الإشكال.