فضيلة الشيخ عايض القرني

Q لقد سمعنا ما حصل لفضيلة الداعية الشيخ عائض القرني الذي يسمعه الكبير والصغير والرجال والنساء، فما هو الواجب علينا لكي يرجع الشيخ إلى ما كان عليه خطيباً وداعياً يهز أعواد المنابر؟

صلى الله عليه وسلم إن شاء الله سوف يعود الشيخ بإذن الله تعالى، فإن الداعية وإن توقف لفترةٍ فإنه يظل لديه من القدرة والإمكانية على أن يواصل المسير ويستمر في هذا الطريق بعون الله تعالى وبإذن الله عز وجل الشيء الكثير، فإن المؤمن لا يستمد قوته من كونه يتحدث إلى الناس أو يخطب بينهم أو يخاطبهم, وإنما يستمد هذه الطاقة من شعوره بأنه مؤتمن على رسالة يجب أن يؤديها، ومن شعوره بأن الله عز وجل قد أعطاه من العلم شيئاً ينبغي أن يقوله للناس، ومن شعوره بحاجة الأمة إلى الوعظ والتذكير، ومن شعوره -أيضاً- بأن هذا الإقبال الكبير الذي تشهده الدعوة الإسلامية في كل مكان حريٌ بالحفاوة، ومن الحفاوة به أن نقدم له ما نملك، ولو لم نملك إلا الكلمة الطيبة أو الخطبة الهادفة أو النصيحة أو الكتاب، فإن ذلك نافعٌ أيما نفع، وعلينا جميعاً أن ندعو الله تعالى بقلوبٍ صادقة أن يعيد الشيخ داعياً وخطيباً ومجاهداً في سبيل الله.

كما إنني أقول للإخوة: ينبغي أن نكون دائماً وأبداً على اتصال بعلمائنا ومشايخنا، ليس فقط في المناسبات، بل أن يكون لنا اتصالٌ دائم بالعلماء، سواء كان هذا الاتصال مباشراً، أو من خلال الهاتف أو الرسالة، أو البرقية أو غير ذلك، ونحدثهم بشئوننا وشجوننا وما نجد وما نرى وما لا نرى، فإن الاجتهاد يخطئ ويصيب، والعالم عندما يسمع كلام الناس ويرى تأثرهم قد يطرأ عليه ما لم يكن في باله من قبل، وقد يحرص على الأمر أكثر مما كان حريصاً عليه من قبل، كما أننا ينبغي أن نحفظ لعلمائنا مكانتهم وسمعتهم وفضلهم، ونثق بأن دافعهم دائماً وأبداً هو حب الخير والرغبة في الإصلاح وبذل الجهد، ولا شك أن هذا هو الحق الذي لا نقوله مجاملةً، وإنما نقوله لما نعلمه من واقع هؤلاء الشيوخ وتاريخهم وجهادهم وبلائهم وصبرهم، ولكن هذا اجتهاد، وإذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحد.

وقد كتب فضيلة الشيخ عائض لسماحة الوالد الشيخ عبد العزيز وللجنة الخماسية خطاباً جيداً جميلاً، أثنى عليهم فيه، ودعا لهم وشكرهم، وقال: لست بالذي يقبل حكمكم على الناس، ويأبى حكمكم على نفسه، وإني أدعو الله إن كنتم مصيبين أن يمنحكم أجرين، وإن كنت مخطئاً أن يغفر لي إلى غير ذلك من الكلام الطيب الذي أعجب الشيخ عبد العزيز أيما إعجاب ودعا للشيخ عائض دعاءً كثيراً، وكذلك قُرئ الخطاب على المشايخ أعضاء اللجنة فسرهم ذلك.

ولكنني أقول: ينبغي أن يكون لنا اتصال ومحادثة مع هؤلاء المشايخ العلماء، فإذا لم نتصل نحن بعلمائنا، فبمن نتصل؟! وإذا لم نتصل نحن بهم، فمن الذي يتصل بهم إذاً؟! وأيضاً غير العلماء: كل من تعتقد أن الاتصال به قد ينفع أو يدفع، فليس هناك أبواب مغلقة، والحمد لله، بل الأبواب مفتوحة، وإمكانية الاتصال متيسرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015