التفاهم بين الوالدين

لا بد من التفاهم بين الوالدين, فكيف يكون البيت ويكون الأولاد والبنات الذين يفطرون ويتغدون ويتعشون وينامون ويستيقظون ويصحون على مشاكل الخصومة بين الأم والأب؟! فالأب يتكلم على الأم, والأم تتكلم عليه أمام الأطفال, ثم إذا خلت الأم بالأولاد قالت لهم: أبوكم فيه كذا وكذا وكذا! وإذا خلا الوالد بأولاده قال: أمكم فيها كذا وكذا وكذا وعسى الله تعالى أن يعين عليها! فتربى الأطفال في هذا الجو القلق المتوتر لا استقرار ولا طمأنينة ولا أمان, وبذلك صاروا عرضةً للفساد والانحراف, ثم كانت الطامة الكبرى أن الأب نتيجة هذه المشاكل رأى أنه يستطيع أن يخرج منها بالزواج الثاني, فتزوج أخرى وصار لا يأتيهم إلا لماماً, وربما جلس أياماً, لا يطعمهم ولا ينفق عليهم, ولا يتعاهدهم ولا يتفقدهم.

وأقول لكم أيها الإخوة من تجربة عملية وملاحظة ميدانية: إن معظم الأولاد والبنات الشاذين والمنحرفين الذين يقبض عليهم عن طريق أجهزة الأمن, يكونون من بيوت لا تعرف الاستقرار العائلي, حيث يكون الأب متزوجاً من امرأة أخرى, ولذلك لا يأتي إلى البيت، ولا يراقب الأولاد, ولا يدري ماذا يدرسون, ولا أين يدرسون, ولا مع من يجلسون, ولا يعرف عنهم أي أمر من الأمور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015