اختيار البيئة الصالحة

ومن وسائل التربية اختيار البيئة الصالحة, وإصلاح البيئة التي يكون فيها الأولاد -كما ذكرنا من قبل- باختيار الزوجة, وفي حسن التربية, وفي العناية بحسن العلاقة الزوجية, وجعل أية مشكلة بين الزوجين تناقش في جو خاص بعيداً عن علم الأطفال, وهذا لا بد منه.

ومن البيئة التي ينبغي أن يختارها الأب: الأصدقاء، فمن هم أصدقاء ولدك؟ ومن صديقات ابنتك؟ هل تدري حين تأتي بنتك بالحقيبة -مثلاً- من المدرسة ماذا في هذه الحقيبة؟ قد تجد أن بعض صديقاتها أعطينها أرقام هواتف, وصوراً لبعض الشباب, وأشرطة فيديو أو غناء, وكلمات حب وغزل, وعندي من ذلك أخبار كثيرة.

وقد تكون البنت طيبة القلب -وأخص المرحلة المتوسطة حيث السذاجة والبساطة والغفلة- ولكن إذا وجدت مجموعة من صديقاتها، واحدة تقول: اتصل بي فلان, وأخرى تقول: اتصلت بفلان, وثالثة تقول: هذا رقم علان, ورابعة تقول: هذه صورة ابن عمي, وجدت هذه البنت أنها تستحي أن تكون من بين جميع صديقاتها لا تتكلم في هذه الأمور, فأصابها شعور بالضعف، فصارت أول مرة تقول كلاماً غير صحيح, فتقول: أنا لي صديق أكلمه ويكلمني، ويكون هذا غير صحيح, ولكن في الواقع أنه بدأ عندها شعور بأنه يجب أن يكون لها صديق, بسبب تأثير الصديقات.

وهكذا الولد قد يجره أصدقاؤه إلى التدخين, وإلى تعاطي المخدرات, وتضييع الأوقات, وإيذاء الناس, وترك الصلوات، وسماع الغناء, والسفر إلى بلاد أجنبية, وإلى غير ذلك مما حرم الله عز وجل.

وقد يصعب عليك تدارك الأمر بعد فوات الأوان، وأول خطوة يمكن أن توقفها، لكن لا تستطيع أن توقف الأمر إذا كان في نهاية الطريق.

وكذلك الحال بالنسبة للمدرسة، فهل تدري أنت في أية مدرسة يدرس ولدك؟ ومن مديرها؟ ومن أساتذتها؟ وما مستوى هذه المدرسة من حيث العلم ومن حيث الأخلاق والتربية والمراقبة؟ فلا بد أن تختار المدرسة ولو استدعى الأمر أن تذهب به بالسيارة إلى مدرسة بعيدة أفضل وأحسن شروطاً, لم يكن هذا كثيراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015