لا بد أن تتعاهد أولادك منذ البداية, فتتعاهدهم أولاً باختيار الزوجة؛ فإن الأم هي المحضن الذي يتربى فيه الأطفال.
وكثير من الشباب المقبلين على الزواج قد يسأل عن جمال الفتاة, وقد يسأل عن نسبها, وقد يسأل عن دراستها أو وظيفتها, وقد يدقق، فيسأل عن طول الشعر, وطول الجسم واعتدال القوام وتفاصيل الوجه وكل شيء ولا نلومه، لكننا نقول له: لماذا لم تضع خانة للسؤال أيضاً عن أخلاقها وعن دينها وعن طيب معدنها ومعشرها؟ حتى تطمئن إلى أن أولادك سوف يتربون بإذن الله تعالى في تربة صالحة وبيئة صالحة.
إننا نعلم أن الكثيرين ماتوا والطفل الأول في بطن أمه, وأنت تعلم ذلك أيضاً، فهب أنك كنت ذلك الإنسان! إن الطفل يحتاج إلى أمه كثيراً خاصة في السنين الأولى من تربيته, ربما إلى تسع أو عشر سنوات وهو يحتاج إلى تربية أمه ورعايتها, فإذا كانت الأم فاسدة أو منحرفة, أو كانت جاهلة لا تعرف, أو كانت قاسية سيئة الخلق لا تعرف إلا السب والشتم والدعاء والإغلاظ ورفع الصوت على الأطفال, فكيف تظن أن يتربى أولادك في مثل هذا الجو العاصف غير المستقر؟! فلا بد أن تبدأ تربية الطفل باختيار الزوجة، ولا نلومك في حسن الاختيار في الأمور الجسمية, ولكننا نطالبك -أيضاً- أن تبحث عن ذات الدين والخلق تَرِبَت يداك!