أما الحق الآخر فهو حق التربية الدينية والقيام عليهم في أمر دينهم, وهذا القيام الذي يجهله الكثيرون منا, فيهملون أمر الأولاد ولا يتابع الأب أبناءه, بل هو مشغول عنهم, فهو إما مشغول بصفق التجارة, أو مشغول بالوظيفة, أو بالمزرعة, أو بزوجة أخرى, أو مشغول بأي أمر آخر, ثم إذا كبر الولد، وصار في سن الخامسة عشرة، رأى الأب من ولده إعراضاً وإهمالاً، وسوءاً في الألفاظ والعبارات, وقسوةً على والده، وعدم انصياع لأوامره, بدأ الأب يتأفف ويقلب رأسه يمنةً ويسرةً، ويقول الله المستعان على أبناء هذا الزمان! نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا وقد نهجو الزمان بغير جرم ولو نطق الزمان بنا هجانا وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضاً عيانا فهل وجدت مزارعاً يترك مزرعته دون سقي أو متابعة, ثم ينتظر أن تثمر؟! كلا! فقد تموت وهو لا يدري بها, إن أولادك هم بذرة، ولكنها أعظم من بذرة الدنيا, وأعظم من الزرع, وأعظم من المال, وأعظم من كل أمور الحياة الدنيا.