Q بعض الإخوة يسألون عن كتاب في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب -رحمه الله؟
صلى الله عليه وسلم كتاب في ظلال القرآن له منافع كثيرة عظيمة منها: أن هذا الكتاب تفسير عصري، فهو يتحدث عن كثير من القضايا العصرية التي لا يجدها الطالب أو الباحث أو القارئ في كثير من الكتب القديمة، ويتكلم عنها بصورة جيدة.
ومنها: أنه يهتم بالرد على المذاهب -والاتجاهات الفكرية المعاصرة- المخالفة للإسلام.
ومنها: أن أسلوب الرجل مشرق رائع، فإنه أديب كبير وشاعر فذ؛ ولذلك ظهر هذا في كتابه، فإن كتابه يتميز بجودة الأسلوب والبيان، وهذا مما يؤثر في القارئ لا شك وينفعه.
ومن ميزات الكتاب: أنه كتب بمداد من العاطفة والشعور الحي، وزكاه مؤلفه بدمه؛ فأصبح القارئ المنصف إذا قرأه يتفاعل مع المؤلف ويتأثر به وينفعل.
وكم من إنسان قرأ الكتاب فكان سبباً في هدايته! أما هل في الكتاب أخطاء؟! نعم فيه أخطاء ولا شك، وأي كتاب لا يوجد فيه أخطاء! فمن الملاحظات، بل من أبرزها على الكتاب: أنه في عدد من قضايا الاعتقاد قرر فيها خلاف ما هو مستقر من عقيدة أهل السنة والجماعة، في مواضع كثيرة في الكتاب، وذلك وإن كان باجتهاد، إلا أنه لا يعفي من التنبيه عليه، والتحذير من الاغترار بما سطره أو كتبه رحمه الله تعالى، وعفا الله عنه وعنا- فإن القارئ ينبغي أن يتفطن أن المؤلف عندما يتكلم في قضايا الاعتقاد، ينبغي ألا يأخذ عنه تفصيل الاعتقاد.
بل الاعتقاد يؤخذ من الكتب الموثوقة، كتب أهل السنة والجماعة، ابن تيمية، ابن القيم أئمة الدعوة الوهابية وغيرهم من الأئمة المتقدمين والمتأخرين أيضاً، هذا يلاحظ.
الأمر الثاني الذي يلاحظ في الكتاب: أن الأستاذ سيد قطب -رحمه الله- قد يتكلم أحياناً في بعض قضايا الأحكام بكلام غير محرر، قد يتكلم في حكم شرعي في الحج أو الزكاة أو الصوم أو غيرها بحكم ويرجحه، ويكون الراجح خلاف ما ذكره، بل ربما يذكر قولاً بعيداً عن الصواب في هذه الأمور.
الملاحظة الثالثة: أنه قد يذكر أحاديث ضعيفة كثيرة ولا ينبه عليها، بل قد يعتمد عليها، وهذا لأنه رحمه الله لم يكن من المحدثين المعروفين.
الملاحظة الرابعة: أنه قد يرجح من الآراء في التفسير خلاف ما هو الراجح، وهذا أمر طبيعي يوجد في أي كتاب.
الملاحظة الخامسة: وهي مهمة، أنه رحمه الله قد يضعف أحاديث صحيحة، ويقول بخلاف ما تدل عليه، ولعل من أبرز ذلك: أنه في تفسيره لسورة [قل أعوذ برب الفلق] و [قل أعوذ برب الناس] : أنكر الأحاديث الواردة في سحر النبي صلى الله عليه وسلم، ونفى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سحر، وهذا لا شك قول ضعيف، قال به جماعة من المتقدمين والمتأخرين، لكن الصحيح خلافه.
فقد صح في البخاري، ومسلم وغيرهما {أن لبيد بن الأعصم سحر النبي صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاطه، ووضعه في جف طلعة ذكر، ثم ألقى بها في بئر ذروان وجاء ملكان فقرأا على النبي صلى الله عليه وسلم وأمرا النبي صلى الله عليه وسلم، أن يذهب ويستخرج هذا السحر} وذهب ما كان يجده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا السحر لم يكن يؤثر فيما يبلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه.