تخريج حديث جابر

والحديث رواه البيهقي بسند قوي قال المصنف، ولكن صحح أبو حاتم وقفه، فقد رواه البيهقي في سننه، كما هو مطبوع في الجزء [2/306] في كتاب الصلاة، ورواه أيضاً في كتاب المعرفة، وأكثر من عزو الحديث إلى البيهقي عزوه إلى كتاب المعرفة، وهو موجود في كتاب المعرفة، وموجود -أيضاً- في السنن الكبرى للبيهقي.

ورواه أيضاً البزار في مسنده، كما في كشف الأستار، باب صلاة المريض، وقال البزار في غير هذا الموضع -كما ذكر المصنف هنا- قال: سأل عنه أبو حاتم الرازي -الإمام الشهير محمد بن إسحاق الحنظلي - قال: سئل عن هذا الحديث، فقال: الصواب عن جابر موقوفا ورفعه خطأ، وكلام أبي حاتم موجود في كتاب العلل لـ ابن أبي حاتم في الجزء [1/113] في التعليق على الحديث رقم [307] حيث أعل هذا الحديث بأنه موقوف على جابر من قوله، ولم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.

وعلى كل حال، فالحديث في المصادر المشار إليها سابقاً، هو من رواية أبي الزبير عن جابر، وسنده غريب، وللحديث شاهد عن يعلى بن أمية رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى مضيق هو وأصحابه، وهو على راحلته صلى الله عليه وسلم، والسماء من فوقهم والبلة من أسفل منهم -أي بلل الأرض بالمطر- فحضرت الصلاة، فأذن النبي صلى الله عليه وسلم -وليس المقصود أنه أذن بنفسه كما توهمه بعضهم، جزم به النووي أخذاً من هذا الحديث وغيره، فإن الحديث في رواية أخرى -أمر المؤذن- بل وفي مسند الإمام أحمد أنه أذن بلال فدل على أنه لم يباشر الرسول صلى الله عليه وسلم الأذان بنفسه، ولكنه أمر المؤذن فأذن- ثم أقام، ثم تقدم، أي: براحلته صلى الله عليه وسلم، فصلى إيماءً يجعل السجود أخفض من الركوع.

وقوله (فصلى إيماً) هو الشاهد، وحديثه على هذا الشاهد رواه أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، والبيهقي أيضاً، وهو ضعيف، ضعفه البيهقي، وكذلك الترمذي قال: غريب، وغيرهما، وفي سند الحديث مجاهيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015