الاهتمام بواقع الأمة

نقرأ عليكم بعض الأخبار المتعلقة بما جد من أوضاع المسلمين في يوغسلافيا.

فهذا تقرير في يوم الثلاثاء 24/11/1412هـ يقول: أعلن بطرس غالي، الأمين العام للأمم المتحدة في زيارة قام بها لكندا، لحضور المؤتمر العالمي للشباب أن قوات الأمم المتحدة، هي فقط لحفظ الأمن والسلام بين القوة الصربية والكرواتية.

أقول: قال الله تعالى: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة:51] الآن حفظ السلام بين النصارى.

يقول: وليست على استعداد لأخذ مطار سراييفوا ووضعه تحت الحماية.

جاء ذلك خلال مأدبة غداء أقامها له رئيس وزراء كندا، وقد انتقد رئيس وزراء كندا ذلك التصريح، وقال: إن ذلك ضعف وخذلان واضح من الأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.

وقد قامت السلطات الكندية بطرد سفير صربيا، وقامت بسحب السفير الكندي من بلغراد، ودعت كندا الأمم المتحدة إلى تنفيذ عقوبات اقتصادية ضد صربيا، ورفضت طلب شركة الطيران الصربية بالسماح لها بالهبوط في مطار كندا.

من جهة أخرى بدأت تظهر بوضوح مشكلة أطفال مسلمو البوسنة والهرسك، الذين امتلأت بهم معسكرات اللاجئين المعدة لاستقبالهم في كل من جمهورية كرواتيا وسلفانيا، وبدأت دول أوروبا تأخذ مجموعات كبيرة منهم، وقد أخذت إيطاليا خمسة آلاف منهم، وتم ترحيلهم إلى إحدى المدن الإيطالية الواقعة على الحدود اليوغسلافية، وقد أصبح المسلمون يخشون على هؤلاء الإخوان من التعرض في تلك المعسكرات لعمليات المسخ التي تقوم بها الكنائس والمنظمات المشبوهة.

وقد وجهت الدعوة لحكومات العالم الإسلامي، والمنظمات والهيئات والمسلمين قاطبة إلى التحرك السريع لإقامة معسكرات تحت إشراف إدارة من المسلمين حفاظاً على عقائد هؤلاء الصغار.

لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ولو ناراً نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رمادي أما عن التطورات العسكرية فقد شهدت مدينة توزلا معركة عنيفة جرت عندما حاولت المليشيات الصربية اقتحام مواقع القوات المجاهدة، التي تدافع عن المدينة إلا أن المجاهدين تمكنوا من رد الهجوم على أعقابه، وألحقوا بالعدو خسائر بلغت واحد وعشرين قتيلاً وسبع وعشرين جريحاً، كما انضم إلى قوات المجاهدين مؤخراً مائتين وستين ضابطاً من الجيش اليوغسلافي السابق أغلبهم من المسلمين، وفي مدنية مودريج استطاعت الفرقة مائة واثنين من الجيش الوطني البوسنوي أن تحرر أجزاءً كبيرة من المدينة عقب المعارك التي جرت اليوم وأمس، ولا زالت جارية.

وفي مدينة كنيسيا تم تحرير المدينة نهائياً من قوات الصرب المعتدية، والمدينة تقع بين مدينة توزلا وسفونيه، وقد أسر المجاهدون مائة وثلاثة وتسعون جندياً صربياً، ودمروا خمس دبابات وعربات مصفحة، وقتلوا ستة وعشرين جندياً، ولاذ البقية بالفرار كما فر القائد الصربي إلى منطقة تشلي.

وقد أكد ذلك قائد القوات البوسنية والمقدونية سالم جورجس، وفي سراييفوا قامت قوات العدو بقصف المدينة بالمدافع الثقيلة والخفيفة من الثكنات الثلاث وكذلك من معاقل القوات الصربية الغازية في الجزء المحتل من المدينة.

وقال المتحدث باسم البوسنة والهرسك: أن الجيش الفيدرالي لم يفِ بوعده بتسليم الأسلحة التي هي ملك لحكومة البوسنة والهرسك، ولم يسلم سواء (20%) من الأسلحة و (80%) من الذخائر، كما أكدت قيادة الدفاع المقدونية في البوسنة والهرسك أن قوات الصرب الإرهابية النصرانية اعتقلت مائتين وثمانية عشر مسلماً في بلدة موتشته قرب سراييفوا، ويقوم الصربيون الآن بتعذيبهم، وحرمانهم من الأكل، وأنهم معتقلون، ولا يقدم لهم سوى الماء وذلك منذ أكثر من عشرين يوماً.

من لهؤلاء المنكوبين بعد الله سواكم، فساهموا وفقكم الله في إعانة وإغاثة إخوانكم المسلمين.

على صعيد آخر: جاءنا هذا الفاكس يقول: الله أكبر، الجهاد ماض إلى يوم القيامة، سقوط أول شهداء العرب في يوغسلافيا البوسنة والهرسك وهو من أرض هذه البلاد الجزيرة العربية الطاهرة، لله درهم هؤلاء الرجال فتح الله لهم أفغانستان -هكذا يقول الفاكس- توجهوا لإنقاذ الإسلام حتى لا يجتث من جذوره في البوسنة والهرسك ولبوا نداء إخوانهم هناك وذهبوا ليبذلوا دماءهم رخيصة في سبيل الله تعالى.

الصرب ما زالوا يبحثون عن الأماكن والإمارات التي تنطلق منها العمليات التي يقوم بها الشباب هناك، ويعتقد بعضهم أنهم حالوا بين وصول الشباب مرة أخرى إلى قواعد العمليات، والغرب قد حس بالخطر.

المهم {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30] .

أما فيما يتعلق بأفغانستان فهناك بوادر طيبة على وجود نوع من الاتفاق بين الطرفين المتنافرين من المجاهدين، الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار، والجناح الذي يقوده أحمد شاه مسعود من الجمعية الإسلامية.

وقد حصل لقاء وترتيب وتنسيق واتفاق على إخراج المليشيات، وإدخال قوات من المجاهدين لحفظ الأمن في كابل، وإجراء الانتخابات في أقرب فرصة ممكنة، وتحجيم دور رئيس المجلس الانتقالي الحالي صفة الله مجددي الذي هو غير موثوق به، وغير صحيح الاعتقاد، كذلك هو غربي التفكير، إضافة إلى أن هذا الرجل حاول أن يتحالف مع المليشيات وقد حاولت المليشيات أن تقوم ببعض الحركات لزعزعة الأمن لكنها كانت حركات محدودة وقليلة قبل يومين، وكانت ضحاياها محدودة جداً.

ونقول: إن الذي يجري في أفغانستان الآن يبشر -إن شاء الله- بانفراج الأزمة، ونسأل الله أن يكلل لهذه الجهود بالنجاح، ويجمع كلمة المجاهدين ويكفيهم شر المخاطر التي ما زالت موجودة في أفغانستان مخاطر المليشيات وهي قوية ومدربة، وبعض فصائل المليشيات تصل إلى خمسين ألف، مثل مليشيات دوستم، وبعضها من الإسماعيلية الذين جاءوا من منطقة بغداد وهم غلاة الرافضة، وبعضهم مرتزقة أيضاً، ومن الممكن أن يستغلهم أي طرفه لصالحه.

كما نسأل الله أن يكفي المسلمين والمجاهدين عموماً شر الرافضة، الذين لهم وجود أيضاً في ولاية في أفغانستان، ولهم أيضاً وجود قريب من كابل، وقد سيطروا على بعض بطاريات الصواريخ، ولكنها قد نزعت منها صواعق، فلذلك لا يوجد خطراً أكبر منها.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، ونسأله أن يجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، وأن ينزل علينا من بره ورحمته وبركته إنه على كل شيء قدير، وأن يصلح ذرياتنا ونياتنا ويرزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً، ويختم لنا ولكم بخير.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015