أيها الإخوة إن من أسرار خيرية هذه الأمة أنها أمة التوبة والمراجعة، أمة كتب الله لها أن تكون على الطريق الصحيح، فكلما زاغت أو زلت أو انحرفت أو تلكأت أو نسيت منهجها؛ قيض الله تعالى لها ضربة على وجهها تردها إلى الطريق المستقيم، وتقول لها: الطريق من هاهنا! وهذه الضربة لا يمكن أن تكون مجرد مواعظ عابرة من متكلم، ولا خطباً رنانة من خطيب، لا، إنها عبارة عن أحداث وأزمات ومصائب تنزل بهذه الأمة ترشدها إلى الطريق المستقيم، وتبين لها خطأها، إنها أمة مستغفرة، توابة، كلما عثرت في طريقها أو انحرفت سلط الله عليها من عدوها من يوجهها إلى الطريق المستقيم، وهكذا يتسبب عدوها في دلالتها على الطريق المستقيم من حيث لا تريد، ومن حيث لا يريد.