مصاحبة الصالحين تقوي الإيمان

Q هل عدم مصاحبة الصالحين مما يضعف الإيمان؟ وهل الركون إلى الراحة وعدم الدعوة إلى الله مما يضعف الإيمان؟

صلى الله عليه وسلم هذه الوسائل: الاجتماع على الخير، والدعوة إلى الله، بلا شك من وسائل تقوية الإيمان، وتركها هو من وسائل ضعف الإيمان، هذا هو الأمر الظاهر، لكن قد يكون الأمر مختلفاً في حال بعض الأفراد بأعيانهم، لأن لهم ظروفهم الخاصة، بحيث يكون -مثلاً- انعزال الواحد منهم خيراً له من الخلطة، لأنه إذا اختلط بالناس أفسد أكثر مما يصلح، فهو لا يتحمل أخطاء الناس، بل يقسو عليهم، ويغير المنكر بطريقة تضاعف منه، ويقلق وربما يصيبه أحياناً شيءٌ من التصخب، والجزع، والتبرم بهذه الأشياء فيؤثر نوعاً من العزلة، وليست عزلة مطلقة، ولكن قد يكون في حق أشخاص لهم مثل هذه الظروف، لكن مما لا شك فيه أن الوضع الطبيعي أن الاجتماع على الخير يقوي الإيمان، ولذلك كان الخطاب في القرآن الكريم لمجموعة (يا أيها الذين آمنوا) في مواضع كثيرة جداً.

والله عز وجل أمر بالتواصي بالحق وبالصبر، والتعاون على البر والتقوى، وغير ذلك من الأشياء التي لا تتم ولا تحصل إلا بالاجتماع، أرأيت إن لم تجتمع بأهل الخير والصلاح، فكيف تكون متعاوناً على البر والتقوى متواصياً بالصبر، متواصياً بالحق؟! وكيف تحقق الأخلاق الإسلامية المطلوبة، من الحلم، والصبر، والأناة، والإحسان، والإفضال على الناس إلخ! لا شك أن هذه الأشياء فعلها طاعة وإيمان، وتركها نقص في الإيمان -كما هو معروف- وهذه الأفعال والأعمال كلها طاعات وإيمان، ولذلك البخاري رحمه الله بوب، باب الصلاة من الإيمان، باب الزكاة من الإيمان، باب صيام رمضان من الإيمان، باب قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً من الإيمان إلخ، وهكذا قال الإمام الشافعي: الصلاة إيمان، والزكاة إيمان، وسائر الأعمال هي إيمان، وكما قال الله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة:143] يعني: صلاتكم إلى بيت المقدس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015