الدعوة إلى الإيمان

ومن وسائل تقوية الإيمان: الدعوة إلى هذا الإيمان، لأن الإنسان إذا حصل على شيء بيسر وسهولة؛ أصبح هذا الشيء رخيصاً عنده، فالشاب الذي يرث من والده أموالاً طائلة لم يكدح في جمعها، ما أسهل أن يفرط فيها! لكن لو كان تعب في جمعها، من ريال وقرش، وسهر الأيام والليالي، أصبحت غالية عليه وعرف قيمتها، وقل مثل ذلك في جميع الأمور الأخرى، فالإنسان الذي يضحي من أجل شيء، فإنه يغلو عليه هذا الشيء، وترتفع قيمته عنده، وكذلك هذا الذي بذل من أجل الإيمان، وفي سبيله، ومن أجل تحصيله، وتقويته، وحمايته، يصبح هذا الإيمان عزيزاً عليه، ويعز عليه أن يفرط فيه، لكن الإنسان الذي ورث الإيمان عن الآباء والأجداد، ولم يتعب ولا تعلم من أجله، ولا حافظ عليه، ما أسهل أن يبذله عند أول خطر يمر به! فعلى الإنسان أن يدرك أنه حين يدعو إلى الله عز وجل، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويعلم الناس، فإن أول مستفيد من هذا الجهد هو نفسه، ثم الناس بعد ذلك، أما الإنسان الذي يزعم أنه مؤمن ثم يبقى هذا الإيمان كامناً في قلبه لا يؤثر، فهذا إيمانه لا شك أنه ضعيف، ثم هو على خطر أن يتضاءل هذا الإيمان حتى ينتهي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015