حكم من حكم على شخص بالنار

Q ما حكم من قال: لن يدخل الله الجنة فلان، وماذا يفعل لأنه من الناس الفاسقين؟

صلى الله عليه وسلم لا يجوز أبداً، لأن الجنة ليست ملكي أو ملكك حتى ندخل فيها من شئنا، ونحرمها من شئنا، وفي الصحيح أن عبداً وحاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه وأرضاه- جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! -وكان حاطب قد شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم، وربما يكون هذا العبد يرى أنه قد ظلمه في شيء- فقال هذا العبد للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! والله ليدخلن حاطب ٌ النار -فحكم على حاطب أنه سيدخل النار- فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {كذبت! والله لا يدخلها، إنه شهد بدراً} أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

فلا يجوز لأحد أن يحكم بالجنة لأحد أو بالنار على أحد، إلا من حكم له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة أو بالنار، فمثل من حكم لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة العشرة المبشرين بها، وحاطب بن أبي بلتعة، وعبد الله بن سلام اليهودي الذي أسلم، وخديجة رضي الله عنها وسواها، وكذلك لا نشهد لأحد بالنار إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالنار، كما في قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله! أين أبي؟ قال: أبوك في النار؛ فكأن هذا الرجل وجد في نفسه شيئاً، فلما ولىّ دعاه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: {أبي وأبوك في النار} وهكذا الحال، أما غيرهم فلا نشهد لأحد بالجنة أو بالنار، أما من وقع في هذه الخطيئة، فعليه أن يتوب ويستغفر الله عز وجل، ويكثر من الأعمال الصالحة، لعل الله أن يتجاوز عنه، ولا يؤاخذه بجريرته، وإلا فلو آخذه بجريرته لهلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015