حب التميز بين السلب والإيجاب

أخيراً: من طبيعة المرأة حب التميز عن الأخريات تحب أن تتميز بشيء، وتنفرد عن النساء بشيء، فهذا هو حب التميز ويتبعه حب المدح وحب الثناء، وليس بعيب، حتى الرجل وكل إنسان يحب أن يمدح بالخير، لكن هناك فرق بين إنسان قد يعمل الخير، وقد يشتغل بالأعمال الصالحة من أجل أن يمدح، فهذا - والعياذ بالله - ليس له في الآخرة إلا المدح، يقال له في الآخرة: قد جاءك الجزاء في الدنيا، مدحك الناس، فهذا جزاؤك، وليس له في الآخرة من خلاق قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:15-16] وبين إنسان آخر قصده الخير، ويعمل لوجه الله وابتغاء مرضاته، ويريد الجنة، ويريد الهرب من الناس، لكن مع ذلك يأتيه المدح من الناس على أعماله الصالحة، فيفرح ويسر بذلك، وقد سأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يعمل العمل فيمدح به فيفرح بذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم {يا أبا ذر تلك عاجل بشرى المؤمن} أي: أن هذه بشارة عاجلة، هذا خير مقدم، ولك عند الله خير وأعظم وأوفر.

إن الناس مدحوك في الدنيا على عمل ما عملته من أجلهم، إنما عملته لله، ولكن الناس عرفوه.

ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم عرفك الناس فمدحوك به، فهذا خير، ومن طبيعة الإنسان أن يفرح بذلك ويسر به، فالفتاة تحب التميز، وهذا التميز والتفرد منه ما يمكن أن يكون طيباً، ومنه يكون غير طيب، ومنه حسن، ومنه ما هو غير حسن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015